«وينك» يا أمي؟.. صار للمرأة يوم!
في الأوقات التي يجتمع فيها أحفادنا، إن شاء الله ترون أحفادكم، تشيع في المنزل فوضى جميلة جدًّا! تبحث عن ريموت التلفاز تجد غطاءَ الريموت؛ مقص الأظافر، معجون الأسنان، تكتشف أنها اختفت وأنت نائم! أزواج الأحذية تبدو أنها لعشرين طفلًا وهي فقط لخمسة أطفال لا غير! حتى مهشة الذباب تجدها في يد أحد الصغار! الأربعمائة ماعون أكل في المطبخ لا يوجد زوج منها يشبه الآخر، كلها مقلوبة! علبة الشوكولاته التي خبأتها في الثلاجة، انسَ أمرها، النوم فعلًا تصير له أجنحة ويطير بعيدًا! كلّ هذا في يومٍ هادئ، أما غير ذلك فيشق على الواصف. تجري هذه الأمور مع محاولات ضبط تمرد من جدتهم - زوجتي - ومعها المساعدات يقفنَ على رِجلٍ ونصف، مهمة ليست سهلة بأي مقياس!
تكتشف أشياء تعتقد أنها لم تكن موجودة؛ أوراقًا، لُعبًا، مفاتيح، أغراضًا مدسوسة تحت المطارح وأشياء أخرى أضعتها منذ أمدٍ طويل، نسيت أنك اشتريتها! ما يجعلني أستغرب كيف استطاعت أمي رحمها الله - ورحم أمهاتكم - في بيتنا الصغير أن تحافظ على السلم والهدوء وتمنع الحرب، مع أني أتذكر بعض المعارك كان الحلّ الناجع في توقفها صفعة أو ركلة في المؤخرة وتضع الحرب أوزارها. في ذلك الزمان لم تعرف أمهاتنا عن يوم المرأة كما هو الآن في الثامن من آذار/مارس من كلّ عام. عملت أمي - رحمها الله - طوال حياتها مثل فرقة إنقاذ كاملة.
في المشهد السابق نوع من الكوميديا لتقريب الفكرة إلى ذهن القارئ الكريم والقارئة الكريمة، وأجزم أن أبنائي وبناتي يعرفون أنها دعابة لأني أحبّ هؤلاء الصغار. دعابة لا تخلو من الحقيقة، لكن الحقيقة الأكبر والأعظم هي أن هؤلاء الصغار يخلقون جوًّا لا غنى عنه وبدونهم لا تستمر الحياة وأن مهامّ المرأة اليوم أكبر من الماضي؛ تعمل وتنجب وتربي وتعتني بالزوج والأولاد وأكثر، نسبة كبيرة منهنّ على الأقل! وكذلك مهام الآباء في الحفاظ على الأسرة ما عادت كما في تلك الآونة، قبل أربعين أو خمسين سنة.
أصبحت المرأةُ تلعب دورًا لم يكن مطلوبًا منها في السابق، هي الآن تعمل ولأنّ صَديقي ابنه في مرحلة البحث عن زوجة فهو يبحث عن امرأة ذات مرتب شهري، ”تُعين ابنه“ كما يقول! فهل لذلك تبعات؟ حين تعمل الأسرة؛ الأب والأم، بدوامٍ كامل وتحمل تلك الأعباء؟ لا أملك جوابًا!
خلاصة الفكرة هي أنني أجد أن أفضلَ هدية نقدمها للمرأة في هذا العصر هو إقامة توازن بين مهامها ومهامّ الرجل - الزوج - وإعانتَها على حفظ وتكامل الأسرة تكاملًا حقيقيًّا وفي ذات الوقت نحقق لها طموحها المطلوب والمشروع وإلا، ما نفع يومٍ من هنا وهناك في حياةِ المرأة أو الرجل؟