هل يسرك أن يكون ابنك أو حفيدك جميلًا؟!
كثيرًا ما إذا رأيت صديقًا مع ابنه أو حفيده أمازحه بأنه جميل لكن ابنه أو حفيده أجمل منه! حتى هذه اللحظة لم أر أحدًا منهم استاءَ من هذه المجاملة، بل على العكس كلنا يفرح أن يكون ابنه أو حفيده جميلًا، وإن كان أجمل منه. وأظنّ أن الأمهات والجدات يتملكهنّ ذات الشعور والرغبة.
من الطبيعيّ أن يكون للجينات الوراثية دور في تحديد الشكل والمظهر الخارجي، فلا غرابة أن نرى شبهًا بين الآباءِ والأبناء وأحيانًا بدرجة كبيرة، تظن أن الإبنَ أو الحفيد نسخة من الأب أو الجدّ. أما إذا كان التشابه يشمل الصفات أيضًا فتلك درجة أعظم من التشابه!
يحكي التاريخ أن ابنًا للإمام الحسين ، اسمه علي الأكبر، ولد في الحادي عشر من شهر شعبان من السنة الثالثة والثلاثين هجرية، على اختلافٍ في السنة، من أمّ اسمها ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، كان يشبه الرسول - جده لأبيه - صلّى الله عليه وآله من حيث الخلقة والأخلاق والنطق، وكان أصبح النّاس وجهًا. وعلى ذلك مدحه بعضُ من رآه فقال:
لم تر عين نظرت مثله * من محتفٍ يمشي ولا ناعلِ
أعني ابنَ ليلى ذا الندى والسدي * أعني ابن بنت الحسبِ الفاضلِ
لا يؤثر الدنيا على دينه * ولا يبيع الحقَّ بالباطلِ
إذا كنتُ أشبه أبي أو ابني يشبهني فذلك أمر مفرح بقدرِ ما ورثت من أبي وما ورثته لابني من خصال جيدة! كيف إذن لا يكون كامل الوصف في الشكل والمضمون من يكون والده الإمام الحسين وأجداده النبيّ محمد ﷺ والإمام علي بن أبي طالب؟ أما جدته فهي فاطمة الزهراء وأمه ليلى، وهم من هم!
قد يكسب المرء صفةً وراثية جيدة من جهةٍ واحدة ويكتسب صفةً عاطلة من جهة أخرى، أما أن تتكثف فيه الصفات فذلك من أروع المكتسبات وعلى الخصوص إذا أضاف - هو - لهذه الصفات بعدًا من لدنه! وإذا كان علم الوراثة فيه من التعقيد ما لم يكتشفه العلم كاملا؛ كيف ومن أين يأتي الشبه، إلا أن نصيب الأمّ لا يستهان به وقد جاء عن رسول الله ﷺ: ”اختاروا لنطفكم فان الخال أحد الضجيعين“.
فائدة ونصيحة واحدة للشباب المقبلين على البحث عن زوجة: أحسنوا الاختيار! فإن البيئة والأسرة التي تنحدر منها المرأة لها عظيم الأثر على سلوكها وعلى صفات من تلده! ومن الجيد أن يطلع الشبّان على سيرة هذا الشابّ لأن في سيرته من القدوات ما لا يوفرها غيره لهم!