آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 12:18 م

ضع حدًا لعاداتك السيئة

ياسين آل خليل

مهما تعاظمت رؤية الإنسان لنفسه على أنه مخلوق ذكي، سرعان ما يكتشف سهولة وقوعه في الخطأ وذلك جراء ممارسته الكثير من العادات السيئة التي تقف حجر عثرة أمام تحقيقه للحب والسعادة. على الرغم من رغبتنا في أن نسعد بحياتنا، فإننا نميل إلى أن نتجاهل السعادة كهدف ودون أن نعطيها الأولوية التي تستحقها. الناس بشكل عام يرغبون في أشياء كالمال والنجاح والشهرة لأنهم يعرفون في النهاية ما سيحصلون عليه. أما السعادة فهي مفهوم مجرد وغير مادي، يصعب قياسها أو حتى تداولها.

من اليوم استرجع كل لحظات السعادة التي لا تنسى ودونها وبين طبيعتها ومع من قضيتها، وما الذي أدى إلى تلك المشاعر الإيجابية. بمجرد تدوينك لهذه الأحداث، ستحصل على صور واضحة لنوع الأشياء التي يجب أن تركز عليها وتخصص وقتا لها في حياتك، بالتالي السماح لنفسك أن تسعد أكثر.

إحدى الممارسات السلبية للناس هي مطاردة التفوق أملا في الوصول إلى السعادة. رغم معرفة هؤلاء الأشخاص، أن من حققوا التفوق لم يجدوا ضالتهم حتى هذه اللحظة، إلا أنهم يصرون على متابعة نفس الطريق. لذلك عندما تفكر فيما ستفعله في حياتك، لا تسعى وراء الشعور بالتفوق لأنه لن يوصلك إلى غايتك. بدلا من ذلك، ابحث عن أي نشاط تحب أن تنغمس فيه، شرط أن يدفعك قدما نحو هدفك.

الممارسة الخاطئة الأخرى تكمن في شعور الكثير من الناس براحة أكبر عندما يكون لديهم سيطرة كاملة على بيئتهم وكل من فيها. لكن الحقيقة هي أن هذا الأسلوب الحياتي كثيرا ما يؤدي إلى التعاسة وزيادة التوتر، لأننا لا نستطيع حقا أن نكون في سيطرة كاملة. من الخطأ واللاعقلانية أن نضع أنفسنا في هكذا موقف، لعلمنا مسبقا أننا لن نكون كذلك.

شعور البعض بالحاجة إلى التحكم في تفاصيل بيئتهم، قد يؤدي أيضا إلى المزيد من التعاسة في المواقف اليومية. كمثال، محاولتك التحكم في نظام النوم لشريكك بدفعه نحو أسلوب حياة أكثر صحة، هي أحد التدخلات التي من المحتمل أن تؤدي إلى استياء الطرف الآخر والشعور بأنك تتدخل في ما لا يعنيك، وإن كانت النية الصادقة موجودة.

لمنح نفسك فرصة أفضل للسعادة، سيطر على أفكارك ومشاعرك الداخلية. هذا سيساعدك على تحمل مسؤولية سعادتك والتوقف عن إلقاء اللوم على الظروف الخارجية. من خلال ممارساتك الداخلية، يمكنك أيضا عدم تعريض نفسك لمواقف محرجة أو أشخاص تعرف أنهم قد أساءوا لك. لذلك إذا كان هناك شخص معين يضعك دائما في مزاج سيئ، فالأولى أن تقطع دابر الشر وتتجنب خوض أي نقاش أو مسار معه.

التسامح من أقوى مقومات السعادة، هذا لا يعني بطبيعة الحال حاجتك إلى إبقاء الشخص الذي تسامحه قريبا منك. كل ما يعنيه هو أن تتخلى عن الغضب أو الكراهية تجاهه، وأنه يمكنك المضي قدما في حياتك دونه. استقم في حياتك بإقامة اتصالات صحية، صادقة وودية مع الأشخاص الغير نكديين والذين يحملون بذور الخير والفلاح في أفئدتهم. السعادة ليست شيئا عليك أن تطارده، اكتفي بأن تتواصل مع حدسك الخاص، لتريح عقلك وتحافظ على صحتك النفسية والبدنية.