دار عرض سينمائية في القطيف
لم يكن أهالي القطيف بعيدين عن السينما كمشاهدين وكممثلين. ألم يمثل المرحوم حسن الغانم في فيلم عن النظافة من إنتاج تلفاز أرامكو في الخمسينيات من القرن الماضي، وأتصور انه كان أول ممثل سعودي يمثل في فيلم من إنتاج محلي. وكان عمال وموظفو أرامكو وأولادهم يرتادون دور السينما في الظهران ورأس تنورة ومدن أرامكو الأخرى ويشاهدون ما يعرض من أفلام أجنبية. كذلك كانت السينما من الأماكن التي يرتادها القطيفيون حينما يزورون البحرين. وكما هو معروف كان السفر إلى البحرين في وقت من الأوقات «قبل ميناء الخبر» يتم من ميناء القطيف بشكل شبه يومي. ولم يكن لدى الناس بمختلف طبقاتهم أو انتماءاتهم الاجتماعية أي موانع أو حرج من زيارتهم لدور السينما ومشاهدة الأفلام المصرية والأجنبية في البحرين والعراق وحتى في إيران. ولكن ومنذ ثمانيات القرن الماضي بدأ إقبال الناس يقل، خاصة مع انتشار التلفاز وأشرطة الفيديو التي وفرت لمحبي الأفلام السينمائية بديلا عن مشاهدتها خارج منازلهم وفي أماكن عامة. خاصة انه ومنذ تلك الفترة انتشر لدى كثير من الناس اعتبار دور السينما من الأماكن المنكرة التي على المؤمنين تجنبها.
الآن تغير الحال، وفتحت صالات عرض سينمائية في عدة مدن سعودية منها الدمام والخبر، ولكن القطيف ما زالت متخلفة في الركب عن هذه المدن، فلم يبادر أحد من رجال الأعمال ببناء صالة عرض سينمائية، مع ان الاستثمار فيها قليل الخطورة. قد يكون السبب رهابا اجتماعيا والاعتقاد بأن مشروعه هذا قد لا يلقى الترحيب من الوسط الديني؟ وربما تكون هناك عوائق أخرى تقف خلف هذا التردد من بينها عوائق بيروقراطية أو ما شابه ذلك؟ ومن هنا أرى انه من المفيد لو ان الجهات الرسمية المختصة بإصدار الرخص المطلوبة تبدأ البحث في هذا الموضوع، فقد تكون هناك مثل ذلك ولكن لا أحد يثيره كموضوع للبحث والدراسة، لهذا سيكون تدخلها كفيلاً بإيجاد السبب ومعالجته وكذلك القيام بخطوات تحفيزية تشجع رجال أعمال المنطقة على بناء صالة عرض سينمائية، أو تتبناها الشركة السعودية للسينما، فذاك سيسهم في تحسين نوعية الحياة في القطيف بإيجاد أكثر من مكان للترفيه العائلي، وفي الوقت نفسه سيخلق فرصًا وظيفية جديدة لأهالي المحافظة.
وبالذات ان المرافق الترفيهية والسياحية تعد من أكثر المشاريع خلقا للفرص الوظيفية.
فهل سنجد استجابة وتبنيا لهذه الفكرة ونجد في القطيف دارا للعرض السينمائي، وتكون القطيف ضمن قائمة مدن المملكة الكبيرة التي تكتمل فيها كل مقومات المدن الحديثة؟
