مقالة نثرية
شهيد الفلنتاين
خذ بنصيحتي يا معين.. فعيد الحب يوم لعين، وأنت شخص قبيح وسمين، وتذكر جيدا يا معين، بأنك لست رجل أمين، ولا تملك قلب ثمين، وعقلك ليس بفهيم.
فإن حل عيد الحب أنصحك ألا تختفي، ولا تقل لي كنت مع صالح للشاي تحتسي، أو مع حسن ومن الشيشة كنت تنتشي.
فأنا أنصحك أن تكون معي... ها هنا... ممسكا بيدي، يدي التي فيها من بقايا غسيل الصحون، وإلى جانب خصري الممتلئ بالدهون، وتستنشق عبق شعري المجنون.
فتنهد ”معين“ وقال: تعرفين يا حبيبتي كم عيناي بك هائمة، فأنا لا أبحث عن فتاة ناعمة، وكما تعلمين أني أكره ممشوقة الطول، وأبغض محمرة الخدين، وأصد عن ذات الدلال.
وخصوصاً تلك التي شفتاها كما الكرز، التي إن أقبلت قتلت، وإن عانقت خنقت. وأنا لست الا عبدك المطيع، فهيا انهضي لنستعد ليوم الحب العظيم.
فنهضت مسرعة نحو غرفة الملابس، وذلك بعد أن ظهرت على ”معين“ الهلاوس، وكأنه أصيب بمس أو صعقةٍ من قابس، وما إن عادت إليه حتى وجدته على الأرض جالس.
وراحت تقول: يا حبيبي أكل هذا شوقا؟!... فأشار لها برأسه قائلا: بالفعل شوكاً... أقصد شوقاً...
وفجأة أحمرت عينيها وتفجر حفرتين في جبينها ليظهر لها قرنين كالشيطان. وتصبب الدم من فمها ثم برزت لها أنياب كما ذئب متعطش. فصرخ معين قائلا: الغوث الغوث... وإذا بها تقفز وتجثم على صدره قائلة: سحقا لك و”للفالنتاين“. لقد أفسد عقولكم، وبقر جيوبكم، وأنساكم نساءكم.
وراح ”معين“ ينتحب قائلاً: لقد أصبحتي كما الفيل، ولسانك فاق الألف ميل، من يراك يصبح عليل. انحريني يا زوجتي العزيزة، فالحياة معك سقيمة.
وبعد يوم من تلك الحادثه الأليمة، سار المشيعين وعلى اكتفاهم صندوق يحمل اشلاء ”معين“.
منهم من كان يبكي ويقول ”السلام عليك يا شهيد الفلانتاين“. وآخر يقول ”مثواك الجنة يا أبا العاشقين“.
وعندما أنزلوا جثمانه في القبر، راحوا يرمونه بالورد الاحمر، ثم ركزوا على قبره راية حمراء، وكتب عليها أرواحنا لك الفداء.