آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

ازدراء الاديان.. نقد الفكر الديني… أين يقف المثقف؟

عصام البقشي *

عبارة ازدراء الأديان تم استخدمها كثيرا لقمع أصوات كثير من الكتاب والمفكرين والمصلحين في دول مختلفة تحكمها دكتاتوريات سياسية ثيوقراطية كانت أو غير ذلك.

دأبت الكثير من الدكتاتوريات عبر الزمن استخدام الغطاء الديني «العباءة الدينية» أما للحصول على الشرعية من خلاله أو لتبرير التجاوزات في تلك الأنظمة.

هذا حدا بهذه الدكتاتوريات الاستعانة برجال الدين لأداء هذه المهام «قد يكون هذا بلا وعي من رجل الدين».

ولبقاء الأمور ثابتة ومستتبة ومنعا لأي تحريك في المحيط الاجتماعي «نخبوي أو شعبي» استخدم مصطلح: ”ازدراء الأديان“، لكبت وقمع ومنع أي قلم أو رأي أو فكر قد يؤدي إلى زعزعة هذه الأنظمة.

هنا يجب أن نفرق بين كاتب يشتغل على الفكر الديني ونقد الفكر الديني ويعمل عليه وبين من يزدري دين معين أو مذهب معين أو طائفة أو ملة معينة مع الإصرار والتعمد.

نقد الفكر الديني في تصوري هو عمل الشخص من داخل هذا الدين أو المذهب ويكون هو أحد مكوناته ويعتقد به.

أي أن يكون النقد من الداخل لا أن يكون الناقد من خارج هذا الدين أو المذهب أو الملة ما لم يكن في إطار الفقه المقارن أو دراسات الأديان المقارنة.

تداخل النقد البيني «مسلم / مسيحي، شيعي/سني، هندوسي/ بوذي... وهكذا» هو الأمر الغير مرغوب فيه وكما أتصور.

ستكون الأمور أكثر منطقية ومقبولية إذا اهتم الكل بشؤونهم وتركوا للآخر أن يهتم بشأنه.

في تصوري القاصر أنه لا يحق للشيعي نقد الفكر السني والعكس صحيح ولا المسيحي نقد الفكر الإسلامي وهكذا ما لم يكن في حدود الدراسات المقارنة.

اهتمام الجميع بما يخصهم وعدم التداخل خطوة رئيسة لفك هذه الاشتباكات أولا وللمساعدة في تطور برامج نقد الفكر الديني لدى الجميع ثانيا.

إذا يجب التفرقة بين ازدراء الأديان أو الطوائف والملل وبين نقد الفكر الديني والاشتغال الداخلي وبين الدراسات الأكاديمية والاجتماعية المقارنة.