شارع الملك عبدالعزيز بوسط القطيف
في زاوية أحد تقاطعات هذا الشارع يوجد قارب صيد أسماك خشبي، هذا القارب يمثل جزء مهماً من تاريخ وذاكرة المنطقة، تم وضعه في هذا المكان ليكون مجسماً يجسد ذاكرة تاريخية للمكان والزمان ومشعلاً للمستقبل.
منذ مدة طويلة احتاج هذا المجسم الذي يلامس شغاف القلب إلى الصيانة الدورية، حيث أصبح هذا المجسم الجميل على عكس ما يراد له، أصبح جزء من التشوه البصري في المكان. كانت المناشدات العديدة المطالبة بصيانة هذا المجسم.
هذا المجسم هو جزء بسيط مما يمثله ويحتويه شارع الملك عبدالعزيز بوسط القطيف، فهو يحمل الكثير من الذاكرة الجمعية، إذ يروي هذا الشارع الحيوي الأهم في القطيف قصة جميلة من مراحل التطور التي شهدتها القطيف، ليس لكونه عصب الحياة التجارية فقط، بل أيضا لما بين جنباته من مواقع حيوية تمثل ذاكرة القطيف بكل تفاصيلها للصغير والشاب والكبير، ففي كل جزء منه هناك قصة وتاريخ وعاطفة جياشة عاشتها أجيال عدة.
اليوم، شارع الملك عبدالعزيز مقبل أيضا على مرحلة جديدة نوعية تزيد من امتداده وسعته وأهميته، وهي امتداد لمراحل تطويرية سابقة، لقد أخذت عملية التحضير والاستعداد للبدء في إزالة وقتاً ليس بالقصير، رغم علمنا بطبيعة الوقت الذي تستغرقه عملية تقييم ونزع الملكيات الخاصة وإجراءات الحفاظ على المباني التاريخية وغيرها.
منذ أشهر بدأت عملية إزالة المباني المراد إزالتها تمهيداً لتوسعة الطريق، لكنها تبدو أكثر من بطيئة، إذ حتى الآن لا يبدو أن هناك مراعاة للحالة التي أصبح عليها الشارع منذ الإعلان عن قرار الإزالة قبل عدة سنوات، إذ بدى الشارع تدريجياً يقل فيه المرور وتخلو المباني من ساكنيها والمحال التجارية من مرتاديها بل حتى صيانة الإشارات المرورية قد توقفت أيضا.
الصورة الحالية لشارع الملك عبدالعزيز بل لوسط القطيف أصبحت تمثل فجأة أكبر تشوه بصري في المحافظة، إذ أصبح وسط القطيف وكأنه مدينة خربة، ليس لأن هناك أعمال توسعة للطريق، بل لأن هناك عملية إزالة أكثر من بطيئة تتم بشكل يطيل مدة هذا التشوه البصري وهذا الوضع غير المناسب.
أن هذه الصورة المؤلمة أصبحت تمتد زماناً وتؤثر بشكل مباشر على انسيابية الفعاليات الأهلية التي تقام بالقرب منه خصوصاً في شهري رمضان ومحرم، وكذلك تعطل وترقب مصالح التجار والمستثمرين الذين لا يعرفون ما هي الصورة النهائية للشارع ولا الموعد المتوقع لإنجاز هذه المرحلة التطويرية المهمة لوسط القطيف.
حسب معلوماتي البسيطة، فإنه قد تم دفع التعويضات، لذا من المهم الآن الفصل بين مرحلتي الإزالة ومرحلة البدء بأعمال تنفيذ الطريق، وكذلك وإعطاء عملية الانتهاء من الإزالة والتمهيد للبدء بأعمال الطريق الجهد الأكبر في هذه المرحلة قد تكون خطوة عملية في الاتجاه الصحيح. هناك أمثلة محلية عديدة ناجحة يمكن الاستئناس بها في هذا المجال، سيما ونحن نشهد في المملكة تنافساً إيجابياً حقيقياً على المستوى البلدي أثمر وما زال يثمر في المدن التي حققت قفزات نوعية على المستوى البلدي.
شارع الملك عبدالعزيز في وسط القطيف بما يمثله من رمزية الاسم وأهمية الشارع كونه يمثل وسط المدينة والشريان الرئيس لقلبها المكتظ بالسكان، يحتاج التعاطي معه بمسؤولية أكبر وذلك بإعطاء عامل سرعة الإنجاز أهمية أكبر وتكثيف الجهد البلدي والأهلي لتقصير مدة المشروع، وعدم الاستسلام للوقوع في فخ أسلوب الإزالة البطيئة ما يستتبع ذلك من سلبيات مباشرة وغير مباشرة قد تعيق أو تؤثر على المشاريع التنموية المنتظرة للقطيف.