أبو الأيتام
قصص قصيرة جدًا
كنت في السوق مع جدي، وكان بجوارنا طفل فقير ينظر للفاكهة بحسرة.
طلب جدي من البائع أن يجمع من كل فاكهة حبة في كيس، ثم ناولها الطفل.
بدت علامات الاستغراب واضحة على محياه وهو يسأل جدي: هل أنت علي ابن أبي طالب؟.. أمي دائمًا تقول أن أمير المؤمنين يساعد الأيتام.
تاه طفل عن أمه بين الحرمين، فقد أثرها وسط حشود الزائرين.
أمسك بيد رجل عجوز وسأله: أنا يتيم تائه.. هل تعرف أين أجد العباس؟
سمعت أمي تقول لأبي: الطعام الذي طبختُهُ لا يكفينا جميعًا.
فغادر إلى غرفته وهو يقول: لو سأل الأولاد عني، قولي لهم: ”أكل ونام“.
في الصباح كانت أمي تخفي معاركها مع القلق والسهر وتزرع زهور ابتساماتها في طريقنا..
بعد رحيلها ذبلَ الطريق.
استعداداً لنومٍ بلا كوابيس.. وضعت قلبها تحت الوسادة.
لملمَ جراحَهُ.. واستل شرايينه خيوطًا حاك بها قلبه جيدًا.. وقبل أن يغادر قال له: ”عفوتُ عنكَ حتى لا نلتقي عند الله“.
ليلة توفي أبي..
قالت أمي: مضى على غيابه ساعات من نهار، وسنوات من عمري.
أغضبتني زوجتي فقلتُ لها: تدبري أمرك لن تعودي معي للبيت في سيارتي... بعد دقائق اتصلت بي معتذرةً وقالت بهدوء يشبه الهمس: حبيبي.. زوجي مشغول اليوم، وهذه فرصتنا لنلتقي.