آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

حكم بعض الأسماء المركبة

زكي بن علوي الشاعر

شاعت في الأعصر المتأخرة أسماء من قبيل: محمد باقر، ومحمد تقي، ومحمد حسن، ومحمد حسين، ومحمد علي، ومحمد جواد، ومحمد هادي، ومحمد مهدي، ومحمد صفوت/صفوة، ومحمد بهجت/بهجة، ومحمد سعيد، وحسن علي...

ولم تكن هذه التسميات معروفة عند العرب المحتج بكلامهم؛ ولعلها لم تعرف قبل القرن الحادي عشر الهجري أو العاشر.

وأريد أن أشير إلى رأي أستاذنا الكبير: الشيخ محمد سعيد بن الإمام أبي الحسن الخنيزي - صان الله مهجته! - حيث قال في حاشية ص 85 من كتابه «خيوط من الشمس» ما فحواه: اسمي «محمد سعيد» مركب مزجي، يبنى الجزء الأول منه على الفتح، وتظهر علامة الإعراب على الجزء الثاني، ويمنع من الصرف؛ للعلمية والتركيب. انتهى كلامه - يحفظه الله! - ملخصًا.

ومعنى ذٰلك أنه - يحفظه الله! - يعد هذه الأسماء من قبيل «بعلبك» و«حضرموت»، فتقول: جاء محمدَ سعيدُ، ومحمدَ باقرُ، ورأيت محمدَ سعيدَ، ومحمدَ باقرَ، ومررت بمحمدَ سعيدَ، ومحمدَ باقرَ، كما تقول: هٰذه بعلَبكُّ/حضرَموتُ، ورأيت بعلبكَّ/حضرَموتَ، ومررت ببعلَبكَّ/حضرَموتَ.

ولا أمنع هذا الإعراب، على أن على القائل به أن يثبت أن الواضع ركب تلك الأسماء تركيبًا مزجيًّا، ولم أجد فيما قرأت وسمعت من نص علىٰ مثله.

وقد ذهبت إلى أن هذه الأسماء ليست مركبات مزجية؛ وإنما يصح فيها أن تكون مركبات إسنادية، كمن يعمد إلى تسمية ابنه بجملة «محمدٌ سعيدٌ» أو «محمدٌ حسنٌ» أو «محمدٌ صفوةٌ»، فهي جمل من مبتدآت وأخبار، سمي بها أشخاص، فكانت أعلامًا مركبة تركيبًا إسناديًّا، حالها حال الجمل الفعلية المسمَّى بها، مثل: تأبط شرًّا، وشاب قرناها، وجاد الحق.

وفي مثل هذه الأعلام - مع هذا القصد والوضع - تقول: جاء محمدٌ سعيدٌ، ورأيت محمدٌ سعيدٌ، ومررت بمحمدٌ سعيدٌ، وتعربها مرفوعة ومنصوبة ومجرورة بحركات مقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحكاية.

ويصح فيها أن تكون مركبات وصفية، كأن تسمي: محمد أمين، ومحمد باقر، ومحمد صالح، ويكون الأصل: محمد الأمين، ومحمد الباقر، ومحمد الصالح، ثم تحذف «أل» تخففًا، وتنوي وجودها، وتحذف تنوين «محمد» تخففًا أيضًا، فتقول: جاء محمدُ أمينُ، ورأيتُ محمدَ أمينَ، ومررت بمحمدِ أمينِ، دون تنوين في الجزأين.

والأجود عندي أن يقدر الإعراب، فيقال في ذلك كله: جاء محمدْ سعيدْ، ورأيت محمدْ سعيدْ، ومررت بمحمدْ سعيدْ؛ تقدر الإعراب؛ لأنك وقفت على «محمدْ» و«سعيدْ» بنية الوصل، وهو جائز. أما «صفوة» و«بهجة»، فالوقف عليهما بالهاء في المشهور، وبالتاء في لهجات عربية صحيحة.