إحياء الذكر المبارك
الشهور المباركة الثلاثة رجب وشعبان ورمضان من الأشهر المشرفة والعظيمة المنسوبة لأهل البيت والرسول ﷺ ولله سبحانه وتعالى، زاخرة بالأعمال التي تقرب العبد لخالقه وفيها من المناسبات الجليلة لأهل البيت ، إحياء هذه المناسبات هي أحوج ما تحتاجه البشرية اليوم بشكل عام ومحبي أهل البيت بشكل خاص كموالين واتباع محسوبين على أهل البيت، واجب الأمة والموالين والاتباع إحياء هذه الذكرى العطرة لتعزيز الترابط وتعميق التواصل مما يدخل على النفس السلام والمحبة في عصر اصبح من سماته العنف والفتن والعداوات والتباغض، فهذه الشهور المباركة بما كرمها الله تعالى من الفرص العظيمة للإنسانية، مناسباتهم كثيرة وجميع مناسباتهم على امتداد السنة عظيمة، فخير الأيام من ايام السنة هي هذه الايام التي حث أهل البيت بالاهتمام بها والمحافظة على إحياءها وتعظيمها لما لها من الفضل الجليل والأجر والثواب الكبير، فقد خصص الله تبارك وتعالى أزمنة بعينها وجعل الاهتمام بها لما لها من الفيض والبركة والقرب والرضا لفاعلها لما تشمل من الفضائل التي لا تعد ولا تحصى.
فالعالم والشعوب اعتادت على تعظيم وتقدير وإجلال روادها والعظماء والعلماء واصحاب الفكر والعطاء، تشيد بهم وتحتفل بذكراهم وتفتخر بالانتساب لهم والاقتداء بمسيرتهم ويعتبرون من مفاخر بلدانهم.
حريا بالإنسانية إحياء مناسبات أهل البيت تجسيد لمبادئهم وهم سادات الأرض ومكان القرب وأهل الكرامات اتباعهم الخير وإحياء امرهم شرف والارتباط بخطهم السعادة في الدنيا والنجاة في الاخرة، وهذا ما تحتاجه البشرية لانقاذها مما تعانيه بسبب ابتعادها عن قيم أهل البيت ، فكل ماعندنا من الخير والصلاح بفضل إتباعهم والتمسك بحبلهم فهم الرابط بين الأرض والسماء. هم الرضا والقرب من الخالق.
فاليوم من الاهمية استمرار هذه المناسبات العظيمة والمحافظة على مكانتها واعطاءها الأهمية التي تستحقها والتقدير الذي يليق بها، فالناتج عنها بناء شخصيات تحمل قيم أهل البيت وبالتالي القرب لله سبحانه وتعالى.
قال تعالى:
«ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب».
لهذا لا يجب أن تمر مثل هذه المناسبات الجليلة مرور الكرام بل يجب ان تستذكر فيها تاريخ من العطاء، على مر التاريخ قدمت كثير من التضحيات والقرابين في مواجهة أعداء أهل البيت والمشككين لشرعية هذه الأعمال، استمرت بفضل دماء سالت وارواح زهقت من أجل بقاء هذا المنهل لينير الحياة طهارة ونقاء، كل تلك التضحيات نقطة في بحر عطاء وتضحيات أهل البيت وخدمتهم للدين وتجسيد قيم السماء لأهل الأرض وانقاذ العالم من الانحراف.
هذا ما يمتاز به هذا المجتمع الفاضل الارتباط الوثيق بأهل البيت ، يحي المحبون مثل هذه المناسبات عرفانا منهم لفضلهم وتعظيم شأنهم، والتعلم من موروثهم فتاريخهم حافل بما تحتاجه البشرية في هذه الأيام.
فكلا له دور مهم من اجل إحياء هذه المناسبات ما يقدمه حسب امكانياته وحضوره الذهني وتفاعله القلبي ودعمه المعنوي والمادي والحث على الحضور كلها تجسيد للولاء، وبالتالي حصد النتائج القرب الالهي واخد مكارم الأخلاق من سيرتهم العطرة بما يقدمه الشعراء والخطباء والعلماء من طيب سيرتهم.
فلا يجب التهاون والتقاعس والتشكيك بمثل هذه الاعمال الشريفة، بل المحافظة على الحضور فهي نعمة من النعم المحروم منها من ترك وحارب إحياء تاريخ حافل بالعطاء فهم صفوة رب العالمين وسادة الخلق اجمعين اعلاء شأنهم فضل وشرف ورضا لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه واله، فهم كما قيل:
«يخبركم حلمهم عن علمهم وظاهرهم عن باطنهم، وصمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه، وهم دعائم الإسلام الاعتصام؛ بهم عاد الحقّ إلى نصابه... عقلوا الدين عقل وعاية لا عقل سماع ورواية».
هذه الايام المباركة تجديد الولاء والمحبة جعل الله تعالى كل هذه الأعمال الصالحة رضا وقرب منه، على امل ان تعطى ما تستحق بالتوسع والمثابرة من كافة المجتمع وبدل الطاقات حسب أوامر أهل البيت لتكون منسجمه مع الشريعة ويحضى فاعلها بالقبول والآجر الجزيل وأن يعم الخير هذا العالم ببركة هذه المجالس.