عَرِيْنُ الشُّمُوْخِ
عَرِيْنُ الشُّمُوْخِ
رَمَقْتُ عَرِيْنَ الشُّمُوْخِ بِلَهْفٍ
وَهِمْتُ بِمَنْ قَدْ رَوَاهُ شِعَابَا
وَحَامَتْ عَلَيْهِ قُلُوْبٌ بِعِشْقٍ
وَشَعَّتْ بِبُعْدٍ وَطَالَتْ قِبَابَا
فَأَنْتَ الْبَقَاءُ سَمَتْكَ الدُّهُوْرُ
وَأَنْتَ الْحَيَاةُ تَعَالَتْ خِطَابَا
فَلَا غَابَ فِيْهِ كَمَالٌ تَسَامَىْ
إِلَىْ مَا هَوَانَا وجَازَ شِهَابَا
عَلِيٌّ وَمِنْكَ الْعُلَا فِيْ نَمَاءٍ
وَفِيْكَ تَحَارُ الْعُقُوْلُ طِلَابَا
وَقَفْتُ أَمَامَ زَمَانٍ جَفَانَا
أُنَاسٌ بِصِلْفٍ تَمَاهُوا غِلَابَا
فَيَا مَنْ تَلُوْذُ صَفَاكَ عَلِيٌّ
وِسَامَ خِتَامٍ وَكَانَ كِتَابَا
وَجَدْتُ عُلُوْمَ لِطَهَ تَجَلَّتْ
بِنُطْقِ عَلِيٍّ وَجَازَتْ جَوَابَا
فَأَنْتَ الْبَقَاءُ رَوَانَا شُمُوْخًا
وَمِنْكَ الْحَيَاةُ سَقَتْنَا عِذَابَا
فَكَيْفَ تَجُوْدُ الرِّجَالُ بِمِثْلٍ
بِمَا جَازَ مِنْهَا وصَاغَ شَبَابَا
وَطَالَ فِيْهَا مِنْ رِيَاحٍ صَلَتْهُمْ
سِقَامًا وَصَارُوا حَصَادًا مُعَابَا
فَمَنْ غَاصَ مِنْهُمْ بِبَحْرِ عَلِيٍّ
تَنَامَىْ بِفَوْزٍ كَفَاهُ صِعَابَا
تَصُوْلُ الْمَعَالِيْ بِجَمْعٍ عَلَيْهِ
وَيَبْقَىْ كَمَا كَانَ فِيْهَا نِصَابَا
وَهَذَا مَقَامٌ تَلَاقَتْ عَلَيْهِ
جِزَالُ رِجَالٍ وَجَازُوْاعِتَابَا
وَمِنْهُ تَصُوْغُ الْحِمَالُ مَكَانًا
وَفِيْهِ تُزَانُ الْحِسَانُ خِضَابَا
وَمَنْ فِيْ نُهُوْضٍ عَلَانَا بِقَبْلٍ
لِفَيْضِ عَلِيٍّ هَدَانَا صَوَابَا
تُثَارُ الْعُزُوْمُ بِنَقْلٍ رَقَانَا
وَتَنْمُوْ إِلَىْ مَا وَرَاهَا حِطَابَا
وَفِيْهَا يَصِيْرُ الْبقَاءُ بِذِكْرٍ
هَدَانَا بِصَوْلٍ وَزَالَ سَرَابَا
وَجَدْتُ عَلَيْهَا بَهَاءً تَجَلَّىْ
بِمَا حَازَ مِنْهَا وَبَانَ قِلَابَا
عَلِيٌّ ومِنْكَ يَدُوْمُ نَقَاءٌ
بِدَرْبِ صَفَاءٍ بَنَاهُ وَطَابَا
وَيَمْضِيْ عَلَيْهِ شُعُوْرٌ طَرَاهُ
بِصَفْوِ عَلَاءٍ وَجَازَ عَذَابَا
وَكَمْ نَابَنَا مِنْ جَهُوْلٍ غَشُوْمٍ
عَلَىْ مَا بَلَانَا بِدَهْرٍ نِهَابَا
عَلَيْهَا نَظَلُّ بِحُبِّ عَلِيٍّ
تَجُوْلُ نُجُوْمٌ تَعَدَّتْ ثِقَابَا
وَطَالَتْ بِمَا كَانَ مِنْهَا بِعِلْمٍ
وَمَالَتْ لِنَحْوٍ خَفَتْهُ هِدَابَا
وَمَا غَابَ مِنْهُ ظُهُوْرٌ جَلَاهُ
وَمَا ذَابَ فِيْهِ بِعَزْلٍ رِقَابَا
فَكُلِّ الْهُمُوْمِ تَهُوْنُ تِبَاعًا
بِحُبِّ عَلِيٍّ وَزَالَ وِصَابَا
تَنَالُ النُّفُوْسُ بِمَا قَدْ صَفَتْهُ
رَحِيْقَ وَلَاءٍ رَوَاهَا شَرَابَا
وَبَاتَتْ عَلَىْ مَا كَسَاهَا جَمَالًا
عَلَتْهُ مَقََامًا وَحَازَتْ عِنَابَا
تَرُوْقُ الْمَعَانِيْ وَتَسْمُوْ مَقَامًا
تَطُوْفُ عَلَيْهِ وَعَادَتْ مَآبَا
وَمَا حَادَ فِيْهَا بِنُضْجِ حَقِيْقٍ
ومَا كَانَ مِنْهَا بِبُعْدٍ كِذَابَا
تَنَادَتْ بِمَا قَدْ عَرَاهَا بِوَخْزٍ
لِحِيْنِ ظُهُوْرٍ يُزِيْلُ حِجَابَا
وَتَرْسِمُ مِنْهُ بِصَفْحٍ جَدِيْدٍ
لِمَا كان فيها بِبُأْسٍ رِكَابَا
تَرُوْحُ السِّنُوْنُ وَتَمْضِيْ تِبَاعًا
وَيَبْقَىْ بِصَيْبٍ ذَهَابًا إِيَابَا
وَيَغْدُوْ بِمَنْ قَدْ لَقَاهَا بُرُشْدٍ
ويَسْعَىْ عَلَىْ مَنْ وَعَاهَا لِبَابَا
وَمَا دَامَ فِيْهَا هَنَاءٌ بِضَعْفٍ
وَمِنْهَا تُنَالُ الْأَمَانِيْ غِلَابَا
وَرَاحَتْ بِعَيْنِيْ دُمُوْعٌ بَدَتْهَا
عَلَىْ مَا رَزَاهَا بِفَقْدٍ صِبَابَا