آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:37 م

مشرف مجموعة واتساب... عبثَ وتولى

الدكتور نادر الخاطر *


الحوار هو فن من فنون مهارات الإتصال مع المجتمع، وتجد له قواعد وآداب، لكن مع الأسف البعض يفتقدها و يعبث في الحوار ثم يغادر. تحضرني مقولة جميلة إلى أحد الحكماء يقول: تفكك المجتمع والأسرة والخصومات بين الأصدقاء أحد الأسباب الجوهرية لعدم معرفتنا لثقافة أدب الحوار، سوف نسرد القصة الواقعية بدون ذكر اسماء لعدم الحرج و التحسس.

بعض مجموعات الواتساب تتجه إلى الحوارات الفكرية والاجتماعية، حيث تكون الجدلية الكلاسيكية حاضره في النقاشات بين أعضاء المجموعة، لكن بعض أعضاء المجموعة يحكم على الشخص بأنه خارج عن منهج الحق دون دليل.
لم أكن آخذا للنقاش مثل أبي العلاء المعري في الشطحات الربوبية أو الدكتور طه حسين من التشكيك في القرآن، كنت أناقش موضوعات لا تخرج عن حالات الاشتباه و لا تتعدى المناقشات الفكرية، لكن التعسف من محاكمة الفكر دون دليل شطحات البعض أمثال أحد الأشخاص مشرف قروب واتساب.

أحدى الحوارات في مجموعة تسمى مكاسب المعرفة كان الحوار تحت مظلة مدى أثر العمل الصالح على التحصيل العلمي وتزكية النفس؟ مع الأسف الشديد البعض يحاور في عشوائية و يعبث في الحوار ويغادر دون إغلاق الفجوة.
وإذا لم توافقه يتهمك بالخارج عن الصواب، حيث الدليل يخاطب العقل، إذا حجتك غير قوية لا تحكم على الغير بالخروج عن الصواب.
الاختلاف ليس وليد اليوم، لكن ما يجعل النقاش مملاً هو عدم الإستماع إلى الطرف الآخر وتعبث في الحوار ثم تصد وجهك.

ثقافة الحوار ليس الإستماع إلى وجهات النظر إنما هو أعمق من ذلك، تتطلب الصمود في ميدان الحوار وعدم صد وجهك عن الطرف الآخر مع الإعتراف بشرعية الطرف الآخر، حيث لا ينبغي تحسيس الطرف الآخر بأنك مشرف المجموعة وسمحت له بالحوار إحساناً و تمنناً منك، ثم تتوسع العدوانية إلى تخوينه و إخراجه من المجموعة.

خاتمة الحديث: ينبغي علينا جميعاً التحلي بالصبر والعمل على غرس شجرة الحب في مزارع الثقافة و نحرثها بالعلم والحوار الهادف حتى نحصد من هذا الزرع القناعة الثابتة في النفوس الطاهرة، ويكون التسامح موجوداً لدينا ليس عبر أنك مشرف مجموعة تعبث بها ثم تولي وجهك عن الطرف الآخر.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
زكريا أبو سرير
[ تاروت ]: 15 / 1 / 2023م - 3:16 م
المقال في منتهة الروعة، وكنت تمنيت من الدكتور نادر لو لم يذكر اسم المجموعة حتى لا تشخصن الرسالة الهادفة والجميلة، دمتم موفقين