آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

مراجعة التصورات

مهدي صليل

تلعب التصورات دوراّ كبيراً في حركة الإنسان وسلوكه، فهو ينطلق لتحقيق السعادة من خلال فهمه وتصوره عنها، ويختار الأعمال التي تكسبه الثواب حسب تصوره لأكثر الأعمال أهمية ومنزلة في الدين، وهناك من ينافس الآخرين على المواقع التي يرى أنها تكسبه المكانة الاجتماعية.

وكثيراً ما يكتشف أن الحقيقة خلاف ما كان يتصور، والمشكلة حين يكون تحت تأثير ضغوط معينة تمنعه من التراجع.

لكل ما تقدم تأتي أهمية الهداية التي يعتبرها القرآن الكريم المطلب الأول الذي ينبغي أن يتحرك الإنسان لاكتسابه.

فطلب الهداية أول دعاء يعلمه القرآن الكريم للإنسان المؤمن: ﴿آهۡدِنَا آلصِّرَ ٰ⁠طَ آلۡمُسۡتَقِىمَ. ذلك أن السبل والاتجاهات والاختيارات تتعدد في كل موقف، وهي بالعشرات في اليوم والليلة.

وحتى تتضح الصورة نعرض بعض الأمثلة من واقعنا الاجتماعي:

مثال1

يتصور بعض الموظفين أنه كلما تمكن من تقليل ساعات عمله فقد ربح وحقق الراحة لنفسه، بل ربما يتسلى في أوقات الدوام ويؤخر معاملات المراجعين!

مثال2

يظن البعض أن المال والثروة أهم ما ينبغي أن يسعى لكسبه، مما يجعله يغفل عن جوانب أخرى مهمة في حياته، وربما دخل في نزاع وخلاف مع إخوته على تركة أبيه!

مثال3

حين يحصل خلاف بين الزوجين أو الأصدقاء، يتصور البعض أن الانتصار في هذا الخلاف أولى من الصلح أو التنازل عن الحق، فقد ارتكز في أذهان كثير من الناس أن التنازل ضعف أو غباء!

ينبغي علينا أن نراجع تصوراتنا وأفكارنا ونسأل الله الهداية إلى الصواب في القول والعمل.