المثقف وثقافة المواطنة
الوطن تلك الكلمة التي لا تستطيع أن تقدّرها أو تعبّر عنها بكلمة أو صورة أو حتى رسالة.
الوطن يعجز كل كاتب كل فنان كل خطيب كل مفوّه أن يعطيه شيئاً من حقه، ولكن نرجع لنقول على الكل أن يقدّم ما استطاع نحو واتجاه وطنه بقدر ما لديه من رسالة ومهارة وفن.
ومن أصحاب الرسائل الهادفة المثقف فهو الأقدر على إيصال رسالة الوطن إلى مواطنيه وإلى محبيه وإلى الذين لا يعرفونه بشكل حقيقي ليتعرفوا عليه بشكل أفضل.
فدور المثقف لإيصال رسالة الوطن كبير وكبير جداً فيقع على عاتقه كل ماذكرنا فالمثقف صاحب رسالة بثقافته فيجب أن يكون الوطن ضمن رسالته الهادفة وثقافته الواعية الصافية التي ترسم الوطن في نظر الآخرين بصورته الحقيقية المضيئة وهو «أي المثقف» خير من يمثّل الوطن من موقعه الذي يعكس الصورة المشرفة والمشرقة للوطن.
والمثقف السعودي تحديداً ولله الحمد كان ولا يزال سبّاقاً لحب الوطن والذود عنه كما يذود الجندي عن حياضه لكن بالقلم والحرف والكلمة لا بالسيف والدبابة والبندقية ولذلك شمّر الكتّاب والمثقفون عن سواعدهم فكتبوا الكثير في الوطن وسبيل الوطن من كتب ودراسات وأبحاث ومقالات.
حيث يوجد في مكتبتي الخاصة ما يقارب الخمسة والعشرين عنواناً، يحضرني منها بعض العناوين من الكتب، فأتذكر كتاب المذهب والوطن لسماحة الشيخ حسن الصفار الذي يتحدث فيه عن الوطن واحتضانه للمذهب وأن أرضه يعيش عليها أبناؤها بلا تفرقة مذهبية ولا عرقية.
وكتاب لغة الوطن زمن الشدة محمد بن ناصر بن عباس وفيه بأن لغة الوطن هي التي تعلو في زمن الشدة.
وهناك كتاب رائع في هذا الجانب إلا وهو حب الوطن، بعنوان «حب الوطن حقائق نعتز بها» للأستاذ عبد العزيز بن صالح العسكر، هذا الكتاب الذي بيّن فيه المؤلف الحقيقة والبغية من حب الوطن.
وأتذكر أيضاً كتاب التربية الوطنية في السعودية للأستاذ الدكتور سراج بن محمد وزّان الذي يتكلم فيه عن أهمية بيان التربية ودورها في حب الوطن وأصالة المواطنة.
ولا أنسى ذلك الكتيب الجميل للأستاذ الصحفي والإعلامي محمد الوعيل «رحمه الله» والذي يحمل عنوان «أنه الوطن يا سيدي» وتناول فيه الحديث عن بعض رجالات الوطن واليوم الوطني السعودي وماذا يعني للمواطن.
وهكذا يحمل المثقف على عاتقه عشق وحب الوطن والدفاع عنه كما أسلفنا بحرفه وقلمه وكلمته ويصبح وقد أدى ولو نزر يسير من واجبه اتجاهه.
وأمسى ولسان حاله يردد يا بلادي واصلي والله معاكِ.