آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:37 م

بين عامين.. أين نقف

برير السادة

بريد إلكتروني من إدارة الموارد البشرية وصل هذا الصباح يشجع الموظفين على إجراء مراجعة ذاتية لقائمة الإنجازات والإخفاقات للعام المنصرم حتى يتمكنوا من وضع خطط وأهداف ناجحة لهذه السنة 2023.

احتوى البريد الإلكتروني على سبعة أسئلة، عن ما تحقق من نجاح وما لم يتحقق ولماذا وكيف، وعن العلاقات المؤثرة في حياة، واللحظات والأشياء المهمة التي تركت أثرا فيك، والعادات الضارة التي تركتها والعادات الحسنة التي اكتسبتها، وخططك الجديدة لهذا السنة.

مراجعة الذات واحدة من المفردات العميقة التي تهدف لتصحيح المسار ووقف تكرار الأخطاء، وهي لا تعنى تقصي الأخطاء وملاحقة السلبيات، لكنها تعني التأمل الداخلي والانشغال بالإصلاح وانتقاء الخيارات الحكيمة في عالم مضطرب وفوضوي وفهم طبيعة الحياة والغاية من الوجود والبقاء في حالة وعي مستمر لأن العالم والأشياء تتغير من حولنا وبنفس المقدار تتغير إدراكتنا وفهمنا للحياة.

ولو رجعنا لكتب التخطيط والتحفيز الذاتي والنجاح لوجدنا أن أغلبها يبدأ بسؤال المراجعة الذاتية عن النفس والتفكير، كما يفعل كتاب ”الحياة تخطيط“ هل حياتك مثمرة كما كنت تود أن تراها؟

أم أنك تشعر بالضيق.. والخمول.. أم ينتابك شعور بأن البهجة آخذة في الانتهاء وسط الصعاب والضغوط اليومية التي تلوح في الأفق؟ هل تبدو حياتك خارج نطاق تحكمك ”أو كما فعلت مؤلفة كتاب ”ابق قوي 365 يوم في السنة“ والذي لخصت فيه مؤلفة الكتاب الدروس التي تعلمتها في حياتها.

قد يكون الفكر الديني أول الداعين لفكرة المراجعة الذاتية ومحاسبة النفس، فهناك العديد من النصوص الورادة في هذا المجال منها قول الإمام علي : من تعاهد نفسه بالمحاسبة أمن فيها المداهنة - ميزان الحكمة ج1 ص620 - وعنه : من حاسب نفسه وقف على عيوبه، وأحاط بذنوبه، واستقال الذنوب، وأصلح العيوب. وعنه : ثمرة المحاسبة صلاح النفس.