المثلية.. من أكبر الفواحش وأخطرها
أُنزلت الشرائع السماوية بمختلف أديانها ومذاهبها على الرُّسل متعاقبة تحمل قوانين مسنونة، تنظم حياة الإنسان العبادية منها والاجتماعية، من السابقة إلى اللاحقة دون تغيير إلا من بعض التعديلات غير الجوهرية حسب الحاجة، حتى اكتملت مع آخر رسالة، من أبرزها قانون «الزاوج»، ما سمعنا أو قرأنا أن شريعة منها أباحت زواج المثلية «أو مجتمع الميم كما يسمّون»، ونتساءل: أين موقع الديمقراطية من الإعراب هنا؟ كما يدّعي أصحابها؟!
«قرأت خبرًا مفاده أن دولة إندونيسيا معارضة للمثلية، ولن تسمح بالترويج لها»، فكان الرد من أمريكا ودون تأخير بأنها تأسف لهذا الإجراء، وإذا لم تغيّر الحكومة موقفها فسوف تمنع عنها المساعدات، وتسحب استثماراتها منها.. «عجبًا رضيتَ لنفسك أن تخالف وتمارس الرذيلة، فما لك والآخرين، بأي حاكمية تلزمهم؟!»، أو كما هو حال وزراء دول عظمى يتفاخر بحمل شعارها «ربما مِن قائل: أنت تخاطب مَن ينكرون وجود الله تعالى وتعليماته، وهذا لا يعنيهم»، وأقول: وإن كان هذا صحيحًا، ولكن مَن وافقهم ويدعمهم، ووضع قانونًا لحمايتهم ساسة وعلماء ورؤساء دول يعتنقون الديانة المسيحية، كما يزعمون، إلا أنهم لم يدّعوا أنها أجازتها.. إذًا هم مخالفون لمبادئهم بارتكاب هذه الأفعال.
من هنا أوجّه رسالة عامة، ولأبناء مجتمعي، خاصة المغتربين في أوروبا وأمريكا والدول المماثلة «للدراسة كانوا فيها أو المقيمين على أراضيها» بأن يحذروا من الانجراف وراء هذه الشعارات الزائفة الخداعة، ومغرياتها الكاذبة، فما نزل من السماء هو أحق أن يُتّبع، ولو كان في دعوة هؤلاء خير وصلاح ما سبقوا إليه.
صانع الآلة أو السيارة بشر يعرف ما يُصلحها من أنواع الزيوت والوقود، وقطع غيار وخلافها، فكيف بخالق البشر؟ أليس هو الأعلم من كل أحد بما يناسبهم؟
على الآباء والإخوان والأصدقاء والأقارب التواصل مع مَن يعنيهم ويعز عليهم هناك، بالتنبيه لعدم السير في هذا الخط أو الاقتراب منه؛ لأن عواقبه وخيمة، والتوجيه بالثبات على المبدأ القويم قبل وقوع المحظور، فالرجوع عنه صعب.
مَن يتخذ المثلية منهجًا كمن خلع ملابسه، وبقي عاريًا تتلاعب به الريح يمينًا وشمالًا، يرى نفسه يتمتع بالهواء الطلق النقي، وما أسرع أن تقف الريح أو تغيّر مسارها، بعدها لا يستطيع مقاومة وضعه المستجد، وقد أصيب بأمراض عضال، نفسية وعضوية، لا يجد مَن يداويه منها، أو لباسًا يرتديه، فقد فقَدَ كل شيء.
هل يرضى رجل غيور أو امرأة ذات حنان بذلك؟ الحقيقة الجواب لا.
حفظ الله بلادنا وبلدان المسلمين من الفواحش، ما ظهر منها وما بطن.