قاتل الله التيار
يعرف التيار في اللغة بأنه حركة سطحية تحدث في ماء المحيط وتتأثر باتجاه حركة الرياح، وتنقل المياه الدافئة إلى المناطق الباردة والعكس، كما يعرف بأنه شدة جريان الماء ويقال فرس تيار أي يموج في عدوه، كما يشير معناه إلى التائه والمتكبر. وتعريفه اصطلاحا التدفق أو الحركة المستمرة إلى الأعلى مثل تيار الهواء من المروحة والحركة المستمرة، التي تنتج بفعل تحرك جزء من الجسم السائل أو الغازي ومثاله تيار النهر السريع أو الحركة العامة ﴿منقول بتصرف﴾ ترد كلمة تيار كثيرا ولها دور في حياتنا ومحادثاتنا البينية عندما نتحدث عن تقلبات السلوك الاجتماعية والفكرية والمستجدات العالمية اليومية نسمع ونرى متغيرات لشخص ما نقول فلان جرفه التيار أو سحبه أي غير مساره وما كان معروفا عنه ونقله لمكان آخر ونقصد ذاته وفكره لا جسمه بمعني خرج من موقعه المألوف وترك جماعته، التي كان جزءا منها وانضم إلى صفوف آخرين، وتقمص وجهتهم وأفكارهم إن كانت محمودة أو مذمومة والغالب تعني الأخيرة وهي المعنية بحديثنا هذا، فإذا كان الإنسان صالحا مستقيما مثلا، وإذا به ترك الإصلاح والاستقامة ومال إلى مجموعة مغايرة تخالف عقيدته وعادات مجتمعه نقول بسبب التيار أو هو استحسنه، وما أكثر التيارات الداعية للانحراف في يومنا وشيوعها، خصوصا في المجتمعات غير الإسلامية، وهنا يخاف على الجيل المستجد الناشئ حين يقيم بينها، وتكثر عادة في الدول التي لا تتسم بالأخلاق ولا تراعي المبادئ الإنسانية، الأسرة عمود المجتمع فيها ممزقة لا صلة أو معرفة أو ود بين أرحامها، نساؤها فاقدة للحشمة لا تستنكر الفواحش في أعين الناظرين ولا يعاب فاعلها، تتشكل منظمات وأحزاب ممولة ماليا وإعلاميا من جهات شريرة تغري المستهدفين «وهي محمية بقوانين بلدانها ومصرح لها رسميا» تدمر، تدعو للإلحاد والمثلية، فينجرف ضعاف النفوس إليها دون دراسة عواقبها شيئا فشيئا حتى يقع فريسة في براثن خبثها، فيستعصي أو يستحيل إرجاعه إلى وضعه الطبيعي الصحيح فيما بعد لتقييده بشروط والتزامات من ارتبط بهم حينها، يصعب التخلص منها، من هنا على الشباب بالذات أن يكونوا حذرين واعين مدركين لا يسلمون أنفسهم لشيطنة هؤلاء ولا يسمحون لهم باستدراجهم وإقناعهم بباطل ينسيهم مروءتهم أو هم يتبعون شهواتهم كما ويجب علينا كآباء أن نلتفت وعيوننا يقظة على حراسة أبنائنا وحمايتهم من المشبوه منها ومتابعتهم أولًا بأول حتى نقطع على المسيئين طريقهم قبل أن يتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم، ويهدموا بنيان حياة فلذات أكبادنا ويسلبوهم توحيدهم ومعتقداتهم ويضيعوهم في أخراهم، وأما قولنا «قاتل الله التيار» دون الوقوف في وجهه إن كان داخليا أو خارجيا حتى يحقق مراده لا تنفعنا ولا تحمي أولادنا.