آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

الأثر الاقتصادي لكأس العالم: أكثر من مجرد سياحة!

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الاقتصادية

خسرنا أمام بولندا، لكن الحدث الأبرز حتى الآن في بطولة كأس العالم 2022 كان فوز المنتخب السعودي على المنتخب الأرجنتيني، فمنتخبنا الوطني لم يلعب في تلك المباراة كرة قدم فقط، بل صنع تاريخاً؛ إذ أن هدفيه لم يهزا شباك الأرجنتين فقط بل أضاف لتاريخ البطولة برمتهِ. وهكذا، فللبطولة تأثر عالمي هائل بحكم أن أنظار العالم بأسره متجهةً للبطولة والملاعب والمباريات وللدولة التي تستضيف البطولة.

ذلك التأثير الهائل هو ما يبرر إنفاق قطر حوالي 229 مليار دولار لاستضافة كأس العالم. والذي يشمل بناء بنية تحتية متكاملة وسبعة ملاعب جديدة لكرة القدم، ومترو الملاعب ومطار ومستشفيات وفنادق ومراكز تسوق، وقد بيعت أكثر من 3 مليون تذكرة لحضور البطولة، ويتوقع أن تتلقى قطر 1,2 مليون زائراً أثناء البطولة، وأن تجني في المدى القصير17 مليار دولار، أي ما يعادل 9,4 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة. أما التأثير الاقتصادي على المدى الأبعد فيتجاوز ذلك بكثير، إذ تشير تقديرات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر سيرتفع بنحو 4,1 بالمائة العام 2022، وسينمو بمعدل 3,2بالمائة سنوياً للفترة 2022-2030. علماً بأن الفيفا تجني 4,7 مليار دولار وتنفق 1,7 مليار دولار، وإجمالي جوائزها 440 مليون دولار. فضلاً أن تلك المزايا ستساهم في تحول الاقتصاد القطري ليصبح أقل اعتماداً على النفط والغاز وأكثر تنوعاً متجهاً بوتيرة أسرع نحو السياحة حيث تتطلع قطر لتلقي نحو 6 مليون سائح حتى العام 2030، لتصبح مساهمة السياحة نحو 12 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2030.

ولعل التأثير غير المباشر وهو جوهري لدولة قطر وبقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والمملكة في المقدمة، يكمن في التحولات الهيكلية في سوق العمل والتي تعتمد على العمالة الوافدة، وتحديداً فيما يتصل بالعلاقة التعاقدية: «1» العامل والكفيل”، «2» العامل والوكالة التي جلبتهُ من موطنهِ، «3» العامل والدولة المُضِيفَة. وهو تحول لازم لا فكاك منه للانتقال من اقتصاد يقوم على المورد الطبيعي إلى اقتصاد يقوم على المعرفة.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى