آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 9:31 م

المواقع الإخبارية الإلكترونية في القطيف

أمين محمد الصفار *

قبل أيام طالعتنا الصحف خبر قيام شركة مساهمة محلية عبر أحد أذرعها الاستثمارية بالتفاوض مع شركة أجنبية ثم شراء شركة متخصصة في خدمات التسويق السلعي عبر المؤثرين في صفقة تقدر بنحو 190 مليون ريال، هذا الخبر يعطي دلالة واضحة وشهادة حقيقية على جدية نظرة القطاع الخاص للمؤثرين باعتبارهم مؤثر حقيقي في عالم المال والتجارة.

هذا الخبر يفتح آفاق كبيرة وكثيرة بعدة اتجاهات، حيث يثير هذا الخبر التساؤل حول المدى الذي يمكن أن تصل إليه صناعة التأثير عبر الفضاء الإلكتروني، والقيمة المادية لهذا التأثير الذي يصعب قياسه محاسبياً، وكيفية تحقيق أقصى استفادة ممكنة من العوامل الموجودة في الفضاء الإلكتروني.

قبل ربع قرن دخلت رسمياً الأنترنت المملكة، وبعدها بخمس سنوات بدأ أول موقع إخباري الإلكتروني في القطيف، وسبقه عدة مواقع خدمية ومنتديات، ثم تطورت هذه التجربة لتبدأ بعدها بسنوات عدة مواقع إخبارية محلية أخرى تهتم بالشأن المحلي على مستوى المنطقة. بعدها تحول عدد من هذه المواقع إلى صحف إلكترونية مرخصة من وزارة الإعلام.

هذه المقدمة ليست للحديث عن أي نقد لهذه المواقع، لأن الحقيقية المرة هي أن النقد لدينا بكل أنواعه مرفوض من قبل الجميع، والنادر لا حكم له، وإنما للتأكيد أولاً: على الأهمية الكبرى لهذه المواقع وأهمية أن ترتقي باستمرار كي لا تبقى ثابتة في عالم سمته التغير لا الثبات. ثانياً: التنويه بأهمية أن تتنادى وتتبنى إدارات هذه المواقع «الصحف» مستوى متقدم من التعاون والتنسيق فيما بينها - ليس لتكون نسخة واحدة مكررة - وإنما للقفز لمستويات أفضل في هذا المجال وتحقيق مساحة مناسبة من المنافسة المهنية. أن الخيار المتاح حالياً بحكم البديهية هو التعاون فيما بينها وتبادل الخبرات وتدوير التجارب الناجحة وسد الثغرات وتقوية نقاط القوة أيضا، وليس التصرف وكأنها جزر متنافرة أو منفصلة عن بعضها.

لقد شاهدنا العديد من الصحف التقليدية والمواقع الإلكترونية أيضا التي كانت تمتلك رؤوس أموال كبيرة لكنها فشلت في تحقيق أهدافها كما فشلت في البقاء أصلا. لذا نعول على الدور المهني الخلاق الذي يمكن أن تلعبه صحفنا الإلكترونية لخلق قصص نجاح جماعية ملهمة عبر ممارسة تطبيقات التعاون والتكامل المؤسسي لتعزيز القيم الوطنية ورفع مستوى الوعي والتأثير الإيجابي على السلوك، وتحقيق أفضل النتائج بأقل التكاليف.