آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 9:31 م

إلى مجلس إدارة جمعية تاروت الخيرية مع التحية

أمين محمد الصفار *

بداية أبارك لأعضاء المجلس الجدد فوزهم بثقة الجمعية العمومية وحصولهم على عضوية المجلس، كما أتقدم بالشكر للذين لم يحالفهم الحظ في هذه الدورة، والشكر والتقدير موصولاً للأعضاء السابقين الذي خدموا مجتمعهم بكل حب وتفاني.

لقد كشفت نتائج التصويت بالأمس عن مستوى عال من المنافسة ربما لم تشهدها اجتماعات الجمعيات العمومية السابقة، فرغم عدم ذكر البيانات الخاصة بالمجموع الكلي لعدد الأصوات لكني أستطيع تقديرها بأكثر من 350 ناخب، توزعت بين 22 مرشح وحصل أعلى مرشح على 148 صوتاً.

ارتأيت أن انتهز هذه المناسبة للتذكير ببعض المقترحات السابقة التي تم تقديمها للمجلس السابق ولم أتلق رد بشأنها. قد يرى المجلس الجديد في هذه المقترحات ما يمكن الاستفادة منه، وهي مقترحات لا تقلل من حجم إنجازات المجلس السابق كما أنها ليست حصراً على جمعية بعينها: -

1. وضع إستراتيجية أكثر وضوحاً لإدارة استثمارات الجمعية والأصول العاملة لها، سواء تلك المتعلقة بإنشاء وإدارة المباني المختلفة أو الاستثمارات الأخرى. أن إيضاح آليات اتخاذ القرار الاستثماري وفق مرجعية معتبر يدعم بها المجلس قراراته الاستثمارية وتجعل القرار أكثر احترافية وجودة.

لقد أبدى المجلس السابق رغبته - حتى في آخر لحظات مدته النظامية - في تفويض الجمعية العمومية له للحصول على صلاحية التصرف في الأصول بيعاً وشراءً دون الرجوع للجمعية العمومية، وهو ما لم يوح للجمعية العمومية بالاحترافية في التعاطي في هذا الجانب. أن مجلس الإدارة عادة لا يكون جله من المختصين في مجال له علاقة بإدارة الأصول والاستثمار، كما أن التصويت على القرارات يحتاج أن يكون الخطوة الأخيرة في اتخاذ القرار وليس الخطوة الأولى والوحيدة. لعل هذا يفسر أن بعض القرارات الاستثمارية التي اتخذها المجلس السابق لم تكن بتلك الجودة المأمولة رغم أهمية تأثيرها على إيرادات وأصول الجمعية.

إن الآمال الكبيرة المعقودة على القطاع غير الربحي كما التحديات الكثيرة التي تواجهه تتطلب تطبيق ممارسات إدارية حديثة تضع استراتيجية استثمارية قادرة على إنتاج حلول إبداعية مبتكرة. فحجم أصول جمعياتنا ومستوى السيولة الجيد لديها يفرض على مجلس الإدارة اتباع أفضل الممارسات لإدارة هذه الأصول بكفاءة وفاعلية عالية.

2. إعادة النظر ومعالجة العدد الكبير للجان الجمعية المختلفة، حيث بمقارنة هذا العدد بما لدى الجمعيات الأخرى حتى تلك الجمعيات الكبيرة يظل عدد لجان الجمعية هو الأكبر أيضا. أن أكبر جمعيتين في القطيف ليس بهما حتى نصف عدد اللجان الموجود في جمعيتنا!

3. ضرورة نشر محضر اجتماع الجمعية العمومية «بما فيه أسئلة أعضاء الجمعية العمومية والإجابات عليها» ووضعها مفتوحة للجميع عبر موقع الجمعية على الإنترنت. يجب التعامل مع نشر أسئلة أعضاء الجمعية العمومية والإجابات عليها باعتباره حق لهم وللأجيال القادمة، فهي على درجة عالية من الأهمية وليست تفصيلية أو هامشية، فنشر محضر اجتماع الجمعية بما فيه من أسئلة وملاحظات فيه حث لكل من يتصدى للإجابة على أي سؤال أن تكون إجابته دقيقة ووافية، وهي من جانب آخر مرجع ووثيقة تاريخية بكل تفاصيلها.

أكرر التهنئة لمجلس جمعية تاروت الخيرية الجديد، الذي تميز في هذه الدورة بدخول أول سيدة لمجلس إدارة جمعية خيرية على مستوى المنطقة، ونشد على أيديهم ونتمنى لهم التوفيق والإنجاز.