الأبعاد الروحية والصحية في فلسفة الحج
«وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ».
الحج ليس فريضة أوجبها الباري علينا وحسب، بل هي رحلة القلوب والإقبال على الله دون سواه، هي مرفأ التخلي عن كل الرغبات شوقاً لله، هي ميقات التحلي بالفضائل والتجرد من الرذائل، هي ميدان جهاد النفس عن كل متع الحياة، فهي رحلة التزود بالفكر قبل الذكر، هي رياضة الروح والوجدان، بل هي محطة الطهر والسلام، هي مؤتمر التآلف والمساواة.
فمن أنعم الله عليه هذا العام بأن يكون من ضمن ضيوفه الكرام، فلابد أن يكون على أتم الاستعداد النفسي والبدني بأن يكون أهلاً لهذه الضيافة الجليلة، ولا يكون ذلك إلا بعد عقد نية الإخلاص في التعبد الظاهري والباطني من القول والفعل والعمل والاستعداد لرحلة التغيير بعد إحياء النفس وايقاظها من الغفلة بنفحات نورانية التوبة والتدبر.
وكما أن الحج يحتاج لاستعداداً روحياً فأيضاً يحتاج لصحة جسدية. فمن ضمن الأمور المهمة التي يحتاج الحاج للتركيز عليها للحفاظ على الصحة هي:
- يُفضل البدأ بممارسة رياضة المشي قبل 10 أيام على الأقل من موسم الحج.
- يُنصح بأخذ شنطة صغيرة للإسعافات الأولية بما فيها المسكنات لاستخدامها عند اللزوم، أما أصحاب الأمراض المزمنة فلابد من الالتزام بجرعات الأدوية اللازمة طوال فترة الحج.
- تجنب أكل مالم تعتد عليه أو الأكل البائت أو المكشوف في حرارة الشمس حتى تتجنب التسمم ومشاكل الهضم.
- الاهتمام بشرب السوائل بشكل كافي وتجنب التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر.
- ارتداء الملابس الخفيفة والواسعة واستخدام النظارات الشمسية.
- اختيار الأحذية المريحة وتجنب ارتداء حذاء جديد لم تجربه في المشي مسبقاً.
- الحفاظ على أخذ قسط كافي من النوم والراحة حتى لا يتسبب الاجهاد المفرط في السهر والعبادات في اضعاف الجهاز المناعي فتكون عرضة للعدوى والأمراض.
وبهذا فإن الاستعداد لهذه الرحلة العظيمة لا يبدأ من أيام الحج المعدودة وحسب وإنما إذا أردت أن تتلقى تلك النفحات الربانية ويقظة القلب النورانية فلابد أن تتهيأ مسبقاً بأن تخلع عن قلبك لباس الذنوب والآثام وقد تخليت عن مساوئ الأخلاق وقد جاهدت الخواطر والأوهام حتى جعلت إناء فؤادك فارغاً استعداداً لرحلة التجلي واستقبال الفيض الإلهي في هذه الأيام الرحمانية.