مجتمعنا اليائس والعاجز... هل من حلول؟!
تسعة مقترحات لتحريك الواقع...
ظهرت على سطح المجتمع مؤخرا - مثل طفح جلدي - مجموعة من الظواهر الاجتماعية المزعجة للمجتمع حتى لكانها جرب آخذ في الانتشار لا يدري الناس كيف يتعاملون معه.
ومن الأمثلة على ذلك تزايد حالات الطلاق، بما يتضمنه هذا المؤشر من حزمة من المشكلات الاجتماعية على أهم وحدة من وحدات بناء المجتمع وهي الأسرة، وبما يتفرع عنه ويستتبعه من جوانب ألم تربوية ونفسية واقتصادية لا يمكن الاستهانة بها بحال من الأحوال.
والأمر لا يقتصر على هذه المشكلة ولكنها من أبرز المشكلات الاجتماعية مؤخرا، غير أن اللافت حقا أن تفاعل المجتمع مع هذه الظاهرة «وسواها من المشكلات» يكاد لا يتجاوز انبعاث موجة عارمة من التبرم والشكاية الطافحة على ساحات التواصل وتقاذف الاتهامات بين الرجل والمرأة، ناهيك عما تضج به مجالس «الحس» والتفريغ السلبي في مجالس الرجال والنساء بما لا ينتج عنه أي أمر إيجابي سوى تداول القلقوتبادل الهم وتبقى مشكلاتنا - ومعها نحن - ندور فِي دوائر مفرغة تجدد استيلاد واستنساخ نفسها.
ولكي لا يصبح هذا المقال حلقة في سلسلة الحديث الفارغ عن المشكلات سوف أحاول خطا واقتراح مجموعة خطوات قد تكون مفيدة لزحزحةالواقع خطوة أو خطوات للأمام إذا ما تم التفاعل معها بشكل جيد، فكل حل لأي مشكلة في الدنيا ليس سوى فكرة جيدة وتطبيق جيد لهذه الفكرة:
1 - لا بد من تفعيل العمل التطوعي في مجتمعاتنا لكي نتجاوز أزماتنا، ولدينا من يمتلكون أوقات فراغ يمكن أن يحيلوا فائضها في رصيد العمل الاجتماعي، يجب أن يتحلى مالكو هذا الرصيد الفائض من الوقت بحس المسؤولية ويتبرعون بجزء من وقتهم في ما يسهم في حل المشكلات، يجب أن يتوقف المتقاعدون والمتقاعدات عن الثرثرة في وسائل التواصل الاجتماعي ويبدؤوا من الآن في منح المجتمع بعضا من خبرتهم والانخراط في مجموعات عمل مخلصة تسعى لإيجاد حلول حقيقية.
2 - يُصِرّ البعض من ذوي الخبرة على العمل التجاري بعد التقاعد حتى لو لم يكن بحاجته، لا لشيء إلا ليشغل وقته بما هو منتج متناسيا أن احتياجات المجتمع الكبير أكثر أهمية من مجرد رصيد إضافي في البنك، فنحن على أعتاب أزمة اجتماعية حقيقية، ونحن في مركب واحد، ما يصيب الآخرين في أولادهم وبناتهم يمكن أن يصيبك «إن لم يكن قد أصابك فعلا».
3 - لا يقتصر الأمر على المتقاعدين من ذوي الخبرة فقط، فالشباب أيضا يجب أن يبادروا في الانخراط في كل ما يمكن أن يسهم عمليا فيحل هذه المشكلات إذا كان لديهم من فائض الوقت الكثير مما ينفقونه في الديوانيات ولعب للبيلوت.
4 - نحتاج إلى المزيد من المبادرات، لقد كانت الصين قبل مائة عام غارقة في الأفيون، فكيف أصبحت ما هي عليه اليوم؟! بالمبادرة والتخطيط والصبر يمكن تجاوز هذا الواقع الذي نعيشه، لدينا الكثير من العقول الذكية والقادرة على ابتكار المبادرات العملية النافعة، على هذه العقول أن تثق في نفسها، وعلينا أن نمنحها الثقة. ولا تخف من أن تحمل الجمل لوحدك إن أنت بادرت، فهناك كثير ينتظرون كنيكون في المقدمة لكي يساعدوه، فقط حرّك المياه الراكدة وسيتبعك آخرين يشعرون بما تشعر به.
5 - الوعي مرتكز أساسي وكلمة السر لتجاوز حالة التفاهة المستشرية التي تبعث بأجيالنا على استهلاك كل ما هو رديئا من نفاياتالآخرين، بل وشرائه بأغلى الأثمان رغم ما تتسبب به من دمار بالغ في واقعنا، فأين هي مبادراتنا الثقافية والفكرية والإعلامية لمواجهة هذا السيل الجارف؟!
6 - إجازة الصيف على الأبواب، وهي امتحان حقيقي يمكن أن نجتازه بالمزيد من الإخفاق والفشل المتكرر، ويمكن أن نعتبره فرصة ذهبيةللبدء في المبادرات الجديدة المبدعة، كلٌّ بحسبه ومن موقعه وبحسب ما يمتلكه من قدرات، وإذا لم تكن مختصاً في شيء ولم تكن تعرف منهأين تبدأ فالتحق بفريق متخصص، ساعدهم وتعلم منهم، يجب ألا ننظر للإجازة كعبء، إنها فرصة لتنمية قدراتنا من خلال صياغة المبادرات الجديدة التي تغير من نمط حياتنا المتثائب البليد، إنها فرصة ذهبية لخلق متعة التحديات وتجاوزها من خلال الشروع في التخطيط للمبادرات وتنفيذها على مستوى الأسرة والمجتمع.
7 - حدد/ ي أهدافا تحققها في العطلة الصيفية وتناقش فيها مع أسرتك، اجعل أهدافك واسعة وممتدة إلى خارج أسوار أسرتك النووية، ميندون أن تهمل المساحة الخاصة والدافئة للأسرة، واجعل من أسرتك داعما لك في أهدافك الممتدة، لتكن أهدافك هي «أهداف الأسرة».
8 - إذا كنت تعتقد أن هذا المقال هو مجرد أفكار حالمة فلا بأس، كل الحقائق العظيمة كانت مجرد أحلام ذات يوم، وحتى التعلق بالأحلام هو أفضل بكثير من مجرد البقاء عاجزا ومقيدا داخل كابوس. ثق أن كثرة المحاولات لتغيير الواقع ستغيره ذات يوم.
9 - ما الذي ستفعله بعد قراءة هذا المقال؟!
مجددا، ليس بالأحلام والكتابة وحدها نتقدم، هذا
مترادفات
صحيح، لذلك؛ إذا كنت مثلي منزعجا من الواقع الاجتماعي فافعل/ ي شيئا. إذا لم تعجبك هذه الأفكار فاقترح غيرها لعلاج الواقع، فإذا كنت ستنهي هذا المقال ثم ستفعل ما تفعله دائما فستحصل على ما تحصل عليه دائما، إذا؛ افعل/ ي شيئا مختلفا هذه المرة لكي تُولد نتيجةٌ مختلفة. ابدأ/ ي بكتابة خطة.