الوضع العالمي يتراجع
ما يميز هذا العصر تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية وازدياد الحروب والتهديد بحرب عالمية ثالثة تهدد ليس فقط حضارة بل العالم بأسره، المواجهة بين قوى عالمية والتحكم في قرارات العالم وتوجهاته ورسم استراتيجياته لن تدوم طويلا وهذا ما يحدث به التاريخ عن الحضارات السابقة بقة سنوات طويلة وعندما خالفت القوانين والمواثيق بدأت بالتراجع والأفول.
حضارة هذا العصر تجنح إذا لم نقل لزوالها، فقد بدأت بالتراجع السريع والفشل الذريع في استمرارية المنهج المتبع في التعامل مع بعضها، وصل الحال إلى انتهاك الحقوق المنصوص عليها بلا أي وازع أخلاقي أو رادع قانوني أو ميثاق دولي، اليوم يكتشف مع الأحداث المستجدة على الساحة الدولية بروز قوى متعددة مقابل قوى متفردة، تملك ما تملكه من قوة عسكرية اقتصادية، بروز قوى وأقطاب دولية مما يقوي فكرة والمنافسة والتصادم في كثير من المواقع على الساحة الدولية، وضحت هشاشة الوضع وزيف الواقع وتراجع العلاقات.
فالحضارة اليوم تأكل نفسها بنفسها وتقوض مشاريعها بأفعال تسارع في تراجعها وتقهقرها، اليوم لا يوجد بعد نظر في العلاقات مع العالم، الفكر المهيمن يزداد شراسة، لعدم وجود رادع وسيطرت الأطماع والاستحواذ في تلك العقليات، وفي خدمة هذه المشاريع إعلام يزيف الوقائع ويقلب المفاهيم ببث السموم التي بدأت لا تؤتي أكلها وجاء الزمن الذي يضع الإنسان يده على قلبه خوفا من مزيد من التراجع على كافة الأصعدة.
العد التنازلي بدأ ولن يتوقف إلا بتغيرات عظيمة يحتاجها العالم، وإن خريطة العالم تحتاج للتغير ليصبح عالم متعدد الأقطاب تحت مظلة علاقات طبيعية بعيدا عن فكر الهيمنة، وإن العالم يعيش هذا الأمل أن لا يصبح رهينة تحت مظلة ورحمة من يتلاعب بمصيره.
العالم اليوم تواق إلى واقع من العلاقات الودية بعيدا عن ويلات الحروب، وانتهاك جميع القرارات الدولية التي تحث على الأمن والسلام في أرجاء العالم.
اليوم العالم يعيش خوفا أن يصل الوضع في هذه الحروب الجانبية إلى حرب عالمية تأخذ معها ما تبقى من اقتصاد وخيرات وأمن وأمان البشرية.
كل حرب بين القوى العالمية المفتعلة تكشف تردي هذه الحضارة وتظهر عورتها وتفضح كثيرا من الجرائم على المستوى العالمي، بدأ العالم في طريقه رفض مثل تلك التوجهات والحشر في زاوية ضيقة وتعريض السلم العالمي للخطر.
العالم يحتاج إلى واقع من العقلانية لقيادة هذه الحضارة البائسة إلى بر الأمان وهذا ما تفقده هذه الحضارة.