عد لي هنا
عد لي هنا
دَمعٌ يَذوبُ حرارةً ويُذيبُ
ألا يُحِيطَك باللحاظِ حَبيبُ
ألا يُعيدَ إليكَ رُشدَكَ طيِّبُ
يَحنو فَيسألُ تارةً ويجيبُ
فَيُعيذُ روحَك مِنك أنْ تَنْأَى بها
ويَعودَ جُرحاً قيِّحاً فيطيبُ
آثرتَ أن تَعلو بِصوتٍِ هادرٍ
وكأنَّ أصواتَ الهدِيرِ نَحيبُ
إني أراكَ غداةَ وَجدِكَ مُنهَكاً
أَمرٌ لَعمري مُشدِهٌ ومُريبُ
أخفيتَ خَلْفَ نَدَاكَ قلباً حانِقاً
جُهدُ يُصيبُ مَرامهُ فَيَخيبُ
حاذِر فَهذي الدارُ أَنَزقُ مَنزلٍ
تُغري الحليمَ حلاوةً فَتُعيبُ
فاحتَط لِروحِك إنها بِك جوهرٌ
صافٍ تُكدِّرُهُ مُنىً وذُنوبُ
أرهَقْتَها بِالحِقدِ حتى أُتلِفَت
وبَدت عليها حَسْرةٌ ونُدوبُ
هلَّا دَنَوتَ بِها فقلبُكَ طاهِرٌ
وعلى مُحيَّاها هُدىً وعُيوبُ
أطلِق لِسانَكَ بِالدعاءِ مُناجِياً
واللَّهُ يَسْمَعُ والدُّعاءَ يُجيبُ
حارَبتَ وَحدَكَ دونَ نَصرٍ ظَافرٍ
تَشكو الأسِنَّةَ تَارَةً وتَغيبُ
فاعتدتَها وَغَفلت عَمَّا دُونَها
هاتِيكَ رِيحُ صِباً وذَاكَ غُروبُ
أخفَيتَ قَلبَكَ عامداً ونَسَيتَهُ
ألا ينالكَ في اللقاءِ أَريبُ
آمنتَ لَمَّا كان قَيدُكَ مُوثَقاً
فَلِمَ التَّهاوُنُ والطريقُ رَحيبُ
وكأَنَّ أَرضَكَ أجدَبَت فَزَرَعتَها
وتَرَكتَ أرضَكَ والتُّرابُ خَصِيبُ
وثَقُلتَ حتَّى أُجْهِدَت بِكَ فِطنةٌ
وعلَتْ عَلَيكَ شَدائِدٌ وكُرُوبُ
عُد لِي هُنا فالوقتُ طَالَ وأُسرِجَت
لِغَدِ الرَّحِيلِ كَواكِبٌ وَهُبُوبُ
عُد لِي هُنا فالسِّجُنُ طال مَقَامُهُ
وَذَوُو الرُّؤَى عَجَزُوا وأنتَ مُجِيبُ
قَدِّم رُؤَاك فَذِي السُّنُونُ تَصَرَّمَت
وَقَميصُكَ المَقدُودُ ليسَ يُعِيبُ
أَلِغَيرِ هَذا اليومُ عَزمُكَ مُزمَعٌ
أَلِغيرِه شَطَّت مُنىً وَدُروبُ
ثَبِّت خُطَاكَ على الطريقَةِ وَارتَكِِب
جُرمَ الرِّضا لا غيرَ ذَاكَ طبيبُ
وابِسط مداكَ فكلُّ شيءٍ مُمكِنٌ
أَثَرُ النُفوس على الجسومِِ عَجيبُ