حتى
أنا متعبة، وهذا أمر واضح، إذ تأتي لحظة علينا أن نتعب فيها، ما سبب تعبي؟؟
لا أعرف، هل المعرفة لن تخدمني في شيء؟ أم أن الإقرار بالحقيقة مُر؟! أو لأن التعب سيكون حتماً هو نفسه؟!!
أنا لا أهرب من الأشياء، لا أمسح أرقام ولا صور، ولا حتى أعطي حظر، ولا أتهرب من الأغاني والذكريات، أنا أواجه، أعالج نفسي بالمواجهة.
أنظر إلى الصورة مئة مرة حتى تصبح عادية، تأذيني آلاف المرات حتى أتجاوزها، أسمع الأغنية حتى أهزمها وتتوقف عن هزمي، أمرُ من الشخص حتى يصبح عادياً!
أصبح حتى رفيقي، فماذا يعني حتى؟!
حتى: حرف جر بمعنى الانتهاء إلى الغاية… والغاية مرتبطة بأعظم ما يتمناه الفرد.
الغاية يُعَرِّفُها المختصون في علم الإدارة بأنها كل ما يمكن أن نعتبره مبدأً ساميًا عامًّا، بعيد المدى، تحدد فيها النوعية، ويمكن الوصول لدرجات منها وليس كلها.
لذا امنح مَن تحب مساحة آمنة للبوح، دعه يتحدث دون خوف، أنصت له بحب، حتى لو اعترف لك بما يزعجك، فالحب مُشاركة وليس مجاملة!
سامح حتى تعيش براحة.. طور ذاتك حتى تنعم بالمعرفة.
اتعب في شبابك حتى ترتاح في كبرك.. بر والديك حتى يبروا أولادك بك.. اجتهد واصبر حتى تصل لمبتغاك.
إن ضاقت عليك الحياة تحدث مع إنسان تعزه لدقائق حتى يتحول مزاجك إلى أروع ما يكون...
أحيانًا يشعر المرءَ أن عليهِ تقبُّل الخيارات الأخيرة، حين لا نكون في مستوى أحلامنَا بعيدة المنال، وأن يتركَ للهزيمَة حُريةَ التوغل إلى أرضِ روحه، ننسَى أننَا وفي عميق داخلنَا نحمُل يقينًا أن الهزيمَة هي استراحة قصيرة، وأن الفشل هو خطواتٌ تتعثر لتتُقن المشي لاحقًا، وأن النجاح آتٍ تسبقهُ مُحاولاتُ قلبٍ شجاع وأن العبرة ليستَ في النهاية السعيدة بل في الطريق إليهَا حتى تستمر الحياة.
يأتي النجاح من القرارات الصائبة، والقرارات الصائبة تأتي من التقدير السليم للأمور، والتقدير السليم يأتي من التجارب، والتجارب تأتي من التقدير الخاطئ للأمور. اعرف ذلك جيدًا حتى تصل للتفكير السليم.
أخيرا
سلام لكم جميعا حتى نلتقي...
