آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:37 م

هل يساهم الناس في ارتقاء المنبر؟

برير السادة

يعتبر جمهور المنبر جزء من عملية التواصل الفعال، وأحد عناصر التفاعل التي تساهم في صناعة محتوى رصين قادر على سبر التحديات التي تواجه المنبر الحسيني. والجماهير كانت ولا تزال تمارس دورا في الدفع باتجاه منابر معينة ومعروفة لما تلمسه من جودة الخطاب أو جودة الصوت، لهذا هي جزء أصيل في تجديد الخطاب الديني بشكل عام والمنبر الحسيني بشكل خاص وكان عملية التأثير متبادلة بين الطرفين.

فانشداد الناس الطبيعي للمنبر الحسيني خصوصا في ذروة الموسم العاشورائي تفترض أن يساهم الناس في صناعة المحتوى الثقافي عبر تقديم الأفكار والمقترحات ومواضيع البحث التي تهم المجتمع وتسلط الضوء على احتياجاته. فالمنبر كخطاب ورسالة بات اليوم يواجه تحديا على مستوى قدرته في جذب الشباب في ظل وجود أدوات التواصل الاجتماعي والمنابر الإلكترونية الكثيفة، وتحديا آخر على مستوى تقديم خطاب ينسجم مع تطلعات الشباب وهمومهم محليا. أما على مستوى خطباء النخبة فهناك تحدي إضافي يتبلور في تقديم خطاب قادر على تقديم إجابات منطقية على الأسئلة الكبرى التي تشغل الإنسان ككل والمسلم بشكل خاص.

مساهمة الناس في الارتقاء بالمنبر الحسيني تتعدى اختيار الخطباء المرموقين والمحاضرات القيمة إلى السؤال والنقد والاقتراح والحوار وبالطبع دون استخدام أدوات السب والشتم والتجريح. نريد للمنبر أن يتحول لساحة سجال ثقافي ورفعة اجتماعية وحلبة لصراع الأفكار والأدلة والأطروحات العلمية والعقلية التي تساهم في وعي المجتمع وبالتوازي مع كونه منبر للوعظ والتذكير والحزن والبكاء والأسى على مصرع الإمام الحسين والثلة الخيرة التي استشهدت معه،.

لذا اقترح أن يقوم البعض باقتراح عناوين للموضوعات والمشكلات التي يجب تعريف الناس بها قبل شهر محرم بوقت كافي ليتسنى للخطباء تحضير الموضوعات وجمع المعلومات اللازمة لكل موضوع. كما يمكن للخطباء أن يحصلوا على عناوين موضوعات من الجهات الدينية والاجتماعية التي تستقبل الكثير من الأسئلة وتعالج بعض القضايا والمشاكل الاجتماعية مثل مكاتب العلماء المعروفين في المنطقة، كبيت الأسرة السعيد، مكتب الرعاية الاجتماعية والجمعيات الخيرية..وغيرها