صيامُ رمضانَ بطريقةٍ أنجعَ صحياً
أردت له أن يكون شهر صيام مختلفاً عن السنوات السابقة، صحياً، وتحديداً فيما يتعلق بنمط التغذية والرياضة. لذا، استبقت رمضان بالامتناع عن الأكل لمدة إسبوع كامل، وهو أحد أنواع ”الصيام المتقطع - المطول“ المتقدمة، اكتفيت فيه بشرب الماء والقهوة والشاي العشبي، إضافة لتناول الدهون النافعة التي لا ترفع نسب الإنسولين في الدم، مثل: زيت الزيتون، وزيت الحبة السوداء، وزيت السمك، وزيت جوز الهند. وهذا النوع من الصيام المتقدم لا ينصح به للمبتدئين أو الذين يعانون من ضعف في التغذية.
بعد انتهاء شهر رمضان ببضعة أيام، أمسكتُ أيضاً عن الطعام لنحو ثلاثة أيام، بهدف تنظيف الجسد من السموم، وتنظيم مستوى الإنسولين في الدم، ورفع معدل هرمون النمو، والتخلص من بعض الدهون غير المرغوب بها.
خلال شهر رمضان، حرصت على اتباع نظام غذائي يرتكز على الدهون النافعة والبروتينات وقليل الكربوهيدرات، حضرت فيه أطعمة رئيسة مثل: مرق العظام، والبيض البلدي، ولحم الستيك، والسلطة. أطباق شعبية في رمضان، مثل: السمبوسة، واللقيمات، والثريد، والكنافة، والمطبق.. والكثير سواها، ابتعدت عنها، ولم أتناولها نهائياً، ونجحت في قطع العلاقة العاطفية التي تربطني بها، ولم أشعر بأي رغبة في تناولها أو حرمان نفسي. حتى التمر، لم أكن أبدأ به طعامي، كوني لم أرد لجسمي أن يكون السكر أول ما يحصل عليه في وجبتي الأولى، فحبة تمر واحدة تحتوي تقريباً احتياج الجسم من السكر ليوم كامل. عمدت لتناول التمر بعد وجبة الإفطار، والتي عادة ما تكون هي الوجبة الرئيسة تتبعها وجبة صغيرة ثانية، حيث كنت أتوقف عن تناول الطعام في أغلب أيام رمضان عند الساعة 10 أو 11 مساء، خلا بعض الليالي التي كنت فيها خارج المنزل في ضيافة بعض الأصدقاء.
معدل صيامي اليومي كان بين 20 و22 ساعة في شهر رمضان، وبقيت على هذا المعدل لنحو 20 يوماً، وبقية المدة كان معدل صيامي بين 16 و18 ساعة يومياً.
أعترف بأن هنالك هدفاً لم أحققه، وهو أن يكون رمضان شهراً دون كربوهيدرات مضرة، حيث اضطررت لتناول بعض الأطباق أثناء سفري، وكان عدد المرات قليلاً، نحو 4 ليالٍ فقط، مع أخذي مجموعة من المكملات الغذائية العضوية عالية الجودة التي تنظم مستوى الإنسولين في الدم وتعمل على تنظيف الجسم من السموم والجذور الحرة والبروتينات التالفة. الرياضة - وهي تحتاج مقالاً مستقلاً - مارستها بشكل دائم، بمعدل تدريب 3 مرات أسبوعياً في النادي الرياضي على حمل الأثقال، و3 أيام أمشي فيها على البحر مسافة بين 6 و8 كلم تحت أشعة الشمس، كي يحصل الجسد على حاجته من فيتامين ”د“. الرياضة مارستها وأنا صائم، ولم أشعر خلالها بأي تعب، على العكس مما يروج بعض الاختصاصيين الذين يحذرون الناس من الرياضة في نهار رمضان، ولا يحذرونهم بذات الصرامة من تناول الكربوهيدرات أو شرب العصائر المحلاة أو تناول الأطباق المقلية في الزيوت المهدرجة، والتي هي الخطر الأكبر، لا الرياضة التي ترفع مستوى هرمون النمو وتقوي مناعة الجسد.. وللحديث تتمة.