العبث بالاقتصاد العالمي..
مع بروز قوى اقتصادية فاعلة على الساحة الدولية يتصاعد التنافس ويكبر هذا التنافس ليصبح صراع شرس يعبث بالاقتصاد العالمي، لتشتعل حروبا لا تقل خطرا عن الحروب العسكرية، فإذا كانت الحروب العسكرية محدودة بين دولتين أو مجموعة دول يسبب أزمة لتلك الدول ويؤثر على مستقبل البشرية، فما ينتج عن الحرب الاقتصادية من دمار وخسائر يتأثر بشكل مضاعف عن الحروب العسكرية، والعالم اليوم يشهد مدى عمق تلك المشاكل، ترتفع الاسعار بشكل جنوني وتضخم على المستوى العالمي مما يولد اضطرابات على الساحة الدولية.
فالأزمات سواء جائحة كورونا أو الحروب المفتعلة والعبث بالاقتصاد العالمي، تهدد حياة البشرية أجمع ويقف خلف ذلك قوى تأخد العالم إلى منزلق خطير في القضاء على من لا يوافق على تطلعاتهم عن طريق الحروب العسكرية أو الاقتصادية أو نشر الأوبئة في مناطق مختارة من العالم، يذهب من جراء ذلك ملايين من القتلى وملايين من الجرحى ومثلهم يعيشون حياة الأموات تحت خط الفقر يعانون الجوع والحياة الكئيبة البائسة، رغم العلم واليقين ان لا رابح في مثل تلك الحروب العبثية الكل يخسر مع تفاوت الخسائر من دولة إلى أخرى ومن مجموعة إلى اخرى، فالعالم اليوم كالجسد الواحد، أي عطل في جزءً منه يؤثر على باقي الأجزاء، العمل يحتاج إلى فعل تكاملي فإذا تعرضت السفينة للتخريب فالغرق يصيب الجميع ومن ينجو سوف يتعرض للاضرار.
فالحروب الاقتصادية تتداعى بشكل مخيف وتبعاتها ليس بمقدور البشرية تحملها، ترتفع وتيرة الخطر بشكل تصاعدي غير مسبوق، مشكله خطرا أكبر من أزمة وباء كورونا ومن الحروب العسكري، شرها يعم كل فرد وأسرة ومجتمع وعلى نطاق دولي، اليوم الجميع يشعر بضنك العيش وقلة الحيلة وسوء الظروف، مما ينعكس على الوضع الاجتماعي وبروز مشاكل اجتماعية من مخلفات الوضع الاقتصادي، فالأسعار تنهك حياة الأفراد والمديونيات تأخد خيرات الدول مما تتعرض له من ابتزاز ودفع فوائد ومواقف سياسية ورضوخ لمطالب خاصة تزيد معاناة تلك الدول، مما يفقد العالم الأمل بنمو وتحسين الواقع المعيشي، تعاني البشرية أبسط المتطلبات، اليوم العالم يعيش شح بالمواد بسبب الحصار المفروض من قبل دول أو مجموعات ضد دولة أو دول لا تسير في الفلك العالمي، اليوم حتى دول الحصار تعاني ما اقترفت يداها بتراجع اقتصادها، تعتمد على دول أخرى في كثير من الضروريات سواء الغذائية أو الوقود شريان حياتهم وداعم هيمنتها، فالخبراء والبنك الدولي يخفضون توقعاتهم نحو نمو وتعافي الاقتصاد العالمي بعد ما كانت بعض الدول تسير على خطى حثيثة في تطوير أوضاعها الاقتصادية.
فالغذاء وهو أبسط حق من حقوق الإنسان الذي كفلتها الشرائع السماوية والاعراف الدولية ينتهك فالملايين من ابناء العالم لا يسد جوع يومه ولا يحظى بوجبة واحدة في اليوم، في عالم ينفق المليارات على صناعة الدمار، فالعالم القوي يتسابق اليوم لدعم اوكرانيا بالسلاح، ولم يجد لصوت العقل أو اصلاح ذات البين مكان، سباق محموم لاشعال واشغال العالم لا يتوقع العالم خيرا من تلك الدول المدعية كذبا وزورا بالدفاع عن حقوق الإنسان فالحياة الكريمة في ظل تلك القوى بعيدة المنال بل مزيد من التشاؤم والتخبط والعبث بمقدرات البشرية، فكل ما حانت فرصة لتحسن الوضع الاقتصادي افتعلت ازمة جديدة نزيف من الدماء ونزيف في معيشة كثير من سكان المعمورة، وانهيارات للاقتصاد يشمل بنوك وشركات ومؤسسات ومرافق خدمية مهمة عالمية.