تعليق على مقال «العبور من زمن التكاذب»
قرأت المقال بتأمل حسب طلب الأخ العزيز وإعادة النظر فيه ثم التعليق عليه وهنا لن أجعل نفسي حكماً على كلامه وإنما أضع تساؤلا وللمتابع له حق التشخيص مع احترمنا لكاتب المقال:
المقال بعنوان: «العبور من زمن التكاذب»، للكاتب: توفيق السيف قال في بداية كلامه:
اجتيازنا مرحلة سمَّيتها يوماً بمرحلة «التكاذب». مرحلة التكاذب ببساطة، هي ظرف يجد فيه جميعُ الناس أنفسهم مضطرين إلى الحديث بلغة معينة، بطريقة معينة، حتى لو كانوا غير مؤمنين بها. مرحلة اتسمت فيها الحياة الاجتماعية بالتكلف والازدواجية.
في تلك الأوقات كان كل شيء ينسب الفضل فيه إلى الدين، فما ذُكر ابتكار أو نظرية جديدة، إلا وألحقت به عبارة في معنى «قالها الإسلام قبلهم»، مع أن أهل المعرفة فينا يعلمون أن هذا كله غير صحيح.
هنا نضع تساءل:
هل كانت ظاهرة نسبة الأمور العلمية التي يتوصل لها الغرب أو العلم بالضرورة ليس لها أصل في التراث الإسلامي وتوصل لها بعد حين؟
وخذ مثال عالم الأجنة في الأرحام، قال تعالى: ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ﴾ «14» المؤمنون.
فهل كان النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله يملك الأجهزة الحديثة اليوم التي تكشف أطوار الجنين ليُخبر به قومه فهل هذا التكاذب الذي أشار له الكاتب، أو عنده آليات الكشف عن أعماق البحار حيث يُخبرنا الحق سبحانه أنها ظلمات ثلاث، كما في قوله تعالى ﴿أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ «40»﴾ النور
فهل هذه الأخبار من نوع التكاذب الذي كان أشار إليه من قبل مع ملاحظة أن القرآن الكريم هو كتاب هداية للإنسان وليس كتابا علميا ماديا بحتا فيشير إلى كل ما فيه هداية له.
نكتفي بهذين المثالين وإلا القرآن الكريم زاخر بهذا النوعيات من العلوم التي يصل لها علماء اليوم بعد بحث طويل.
أطوي كَشحّ عن علماء الطبيعة الذين أسلموا بعد أن نظروا أن اكتشافهم ليس بجديد حينما تأملوا كلام الحق سبحانه بينه في كتابه العزيز لكثرة الجدل فيه بين مؤيد ومعارض، فهل كان تعميمه صحيحاً؟ نترك للمتابع التقييم.