هدية ليلة العيد
عند آخر دقيقة من ليلة العيد أتى الزوج قائلا لزوجته بأن أحد أصحابه لا يوجد لديه فطور وأنه سيأخذ من الفطور الذي جهزته فردت عليه الزوجة بأنها لم تطبخ الكمية الكافية فلو أخذ منه لن يشبع الأطفال ولكن يوجد صنف واحد قد طبخت منه كمية واقترحت عليه أن يأخذ منه فقط ولكن الزوج لم يعجبه كلامها وكان يريد من جميع الأصناف فقال لها بأنه سيذهب ويشتري لصاحبه فطور، خرج الزوج ولم يأخذ من زوجته شيئا وكان يبدو أنه غاضب، وبعد الصلاة كانت الزوجة تنتظر زوجها على وجبة الفطور ولكنه لم يأتِ وبعد ذلك أتى متأخرا وعندما أنبته زوجته لعدم حضوره قال لها أنا لا أريد من فطوركِ وحصل بينهما مشادَّة في الكلام ودفع الزوج زوجته بكل قوته مما تسبب بكدمات في يد الزوجة، وكان يقول لها بأنها أهانت رجولته عندما لم تسمح له بأن يأخذ ما يريد من الفطور، وقال لها بأن تحمد ربها لأنه لم يرمِ في وجهها ذلك الفطور، ظلت الزوجة تتألم لأيام العيد من تلك الكدمات بالإضافة إلى الألم النفسي فتلك كانت الهدية التي اختارها لها زوجها في أيام العيد.
إلى متى أيها الزوج تستمر بهذا العنف تجاه زوجتك ودون أي مبرر؟ وهل من المعقول أن تكون إبراز عضلاتك أمام زوجتك من الرجولة!
طبعا هذه ليست من الرجولة أبدا فالرجل حقاً هو من يحمل صفة المروءة والشهامة والأخلاق الحميدة وليس في إبراز العضلات بتاتاً، وللأسف يعتقد البعض بأن الزوج الذي يحترم زوجته ويقدرها ويعاملها بكل مودة فهو ليس برجل وبأنه يخاف منها، لماذا لا يقولون بأنه يخاف عليها وليس منها فهو يعرف قيمتها ويقدرها ولا يريد أن يؤذيها بأي شكل من الأشكال سواء باللسان أو باليد، وهذا هو الزوج الصالح الذي يتبع نهج النبي محمد ﷺ في معاملته لأهله حيث كان يقول: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» وقال ﷺ: «رفقاً بالقوارير» والقوارير هن النساء.