آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

في ذكرى الراحلة الشابة: غفران حجي الزويد

نداء الأحمد *

الاستعداد للموت بالقلب السليم:

رحلت الشابة غفران بعد رحلة الصوم يعقبها رحلة عيد الفطر وقد كانت روحها تائقة للثواب الإلهي.

الصوم مدرسة تربوية يحس فيها الغني بجوع الفقير، ويحس فيها الصائم بحياة الزهد والانقطاع إلى الله تعالى.

هذا ما أتصوره في الفقيدة الراحلة ”غفران“، رفع الله درجاتها في أعلى عليين.

سلمتنا برحيلها نداء معنوي، ”أخرجوا من الدنيا أرواحكم قبل أن تخرج منها أبدانكم“.

جئنا في هذه الحياة للاختبار وسنرحل منها شئنا أم أبينا إلى دار القرار.

يأتي ملك الموت للمؤمن ببشارة اللحوق مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

فما أجمل أن يرحل كل واحد منا وقلبه ربيع القرآن، وحياته وصال وحضور بين يدي الهداة الأطهار .

الفقيدة غفران، ”رحمها الله رحمة الابرار“ رحلت بعد فصل الصيام طالبة من المولى الصوم عن دار الدنيا الغرور التي انست الكثير أننا على سفر للدار الآخرة.

تمنت الراحلة ”غفران“، التوبة النصوح بين يدي المولى، وأن تحظى نفسها بصحيفة لا يعصى الله تعالى فيها.

أمنية كل صائم أن يفوز في يوم العيد بأوسع الرزق وهو إبقاء الحضور بين يدي الله تعالى.

الحضور بين يدي الله تعالى أعظم زينة يتزين بها الصائم في ليلة الفطر.

تسليم صكوك الجنة ومقام الرضوان الأكبر هو الزاد الذي يبقى على الدوام.

إقبال الله تعالى على العبد الصائم هو أعظم إهداء يفوز به.

«الصوم لي وأنا أجزي به».

كما أدخلها المولى بكرمه وجوده شهر الصيام، وحباها ضيافة عيد الفطر، نسأل الله لها ولجميع موتانا وموتى المؤمنين والمؤمنات جنة النعيم الأبدي إنه سميع مجيب.

نختم بهذه الكلمة النورانية التي كتبها والدها ”الدكتور حجي الزويد“ في حقها ”رحمها الله“:

في مثل فجر هذه الليلة

وفي نهاية رحلة مع الله في أجواء شهر رمضان النورانية وما فيها من تلاوة للقرآن والأدعية والمناجاة واللقاء الأعظم مع الله سبحانه وتعالى في ليالي القدر، وبعد أن استلمت غفران جائزتها من خالقها يوم العيد، أراد الله أن يختارها إلى جواره في نهاية رحلة النور.

نهدي الفقيدة ”غفران“ وجميع موتانا وموتى المؤمنين والمؤمنات ما تيسر من القرآن وسائر أعمال البر.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

بكالوريوس علم اجتماع
ماجستير في علوم القرآن الكريم