تأنيب الضمير
تأنيب الضمير أمر طبيعي يدل على أن الشخص يمتلك ضميرا حيا وقلبا نقيا وسليما، ولكن في بعض الأمور أو بعض الحالات يصبح الأمر مَرَضي فيشعر الشخص بتأنيب للضمير بسبب أي تصرف يقوم به أو حتى كلمة يقولها حيث تضايق أشخاصا آخرين، فيتسبب ذلك في عدم قدرة الشخص على النوم، كما يتسبب بإرهاق شديد للعقل.
أودع الله تعالى في أعماق نفس الإنسان ضميرا ووجدانا يدعوه إلى الخير، ويحذره من الشر، فإذا سار بخلافها وظلم أحدا، أو اعتدى على حق أحد، فإن هذه القوة في أعماقه التي يطلق عليها قوة الضمير، لا بد أن تستيقظ في يوم ما، وتوجه العقوبة للإنسان عن طريق التأنيب والتوبيخ الذاتي، فيعاني إثر ذلك ما يطلق عليه عذاب الضمير، الذي يظل يؤلم الإنسان من داخله، حتى وإن بدا على ظاهر حياته الهناء والراحة فإن في أعماقه ناراً تضطرم نتيجة شدة التأنيب ووخز الضمير.
أسباب تأنيب الضمير:
وهي أسباب كثيرة، فهناك من يخاف أن يجرح مشاعر الآخرين ببعض الكلام فيعاتب نفسه على كل كلمة وكل فعل يفعله حتى ولو كان صحيحا ومقتنعا به، لكن هذا الفعل تسبب في غضب شخص ما.
وهناك من يعاتب نفسه على تقصير في أي واجب من واجباته، وهذا التقصير تسبب في مروره بحاله من الفشل أو الإخفاق في أمر ما، مثل الطالب الذي يقصّر في مذاكرة دروسه فتكون النتيجة رسوبه في المدرسة وغيرها من المواقف.
هناك أشخاص آخرون يعاتبون أنفسهم بسبب تقصيرهم في عبادتهم وهذا الأمر جيد يشير لخوف العبد من ربه، فيعاتب نفسه لو أجّل صلاته لسبب ما، أو لتقصير في أي أمر آخر له علاقة بالعبادة.
هناك من يعاتب نفسه بسبب خطوة كان لا بد أن يقوم بها ولكنه تأخر فكان هذا سببا في ضياع فرصة هامة بالنسبة له.
الشخص الذي يؤنب نفسه دائما هو شخص ذو ضمير حي، ويخاف الله، ويتمتع بقلب نقي وسليم وفطرة حسنة، ولربما لاحظنا بعض المقصرين بحق والديهم أو أحدهما، حين تعتريهم نوبة من يقظة الضمير، فتراهم يلومون أنفسهم على تقصيرهم في خدمة أبويهم، وهذا تحديدًا هو تأنيب الضمير الذي سيظل يعذب المقصِّر والظالم ما دام على قيد الحياة.
اللهم اجعلنا من الذين يتمتعون بضمائر حية وسليمة ونقية إنك سميع مجيب.