آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

أحبك يا حسن

الدكتور أحمد فتح الله *

أحبك يا حسن

يَا دهرُ مَا أنصفتَ كوثركَ الأَغَنْ**
حِبُّ النَّبيِّ محمَّدٍ وهو ”الحَسَنْ“

رجلُ السلامِ حمى الوئامَ تجمُّعًا**
أسهمتهُ صحبًا أذاقوهُ المِحَنْ

ما نالهُ غَير الخِيانةِ وَالأَذَى**
مِن طامِع أو جاحدٍ أو مَن ضَغَنْ

شتموهُ جهرًا أفخذوهُ بخنجرٍ**
سلبوهُ ما رقبوا لهُ بُعد الوَطَنْ

وهو الإِمامُ وقد رأى ما لَم يروا**
والحالُ ألجأهُ إلى ما قد وَزَنْ

أمضى الَّذي فيهِ صلاحُ حياتهمْ**
ولِيحفظَ الدِّينَ العزيزَ مِنَ الفِتَنْ

هُو سيِّدٌ قد بايعوهُ خليفةً**
لَكنْ شرتهُمْ شامُها فَغلا الثَّمَنْ

يا مَن تلومُ وأنت تعلمُ نُصحهُ**
هُو صادقٌ فِيما يقولُ ومُؤْتَمَنْ

ما كانَ ضعفًا في رُؤًى وشكيمةٍ**
ما كانَ خوفًا مِن حِمامٍ قد وَتَنْ

مَن كانَ سِبطَ محمَّدٍ وفتى عَلِيٍّ**
يحسبُ الموتَ المُخيفَ كما الوَسَنْ

قاد الجيوشَ لِحربِ جَمعٍ ما لهمْ**
أمنٌ وما عرفوا سِوى شَامِ الإِحَنْ

لَولا خِيانةُ جُندهِ ونفاقهمْ**
ما كانَ هادنَ كارهًا ولهمْ رَكَنْ

ما كانَ يأسًا أو صَغارًا أو هَوَىً**
لَكن رَنا خيرًا بدا ودمًا حَقَنْ

وأبانتِ الأيَّامُ رُشد فِعالهِ**
كشفتْ مدى ما قد توارى مِن رَدَنْ

هِيَ حكمةٌ فضحتْ فسادَ القومِ مِن**
قِدَمٍ وحقدًا فاح شرًّا مِنْ عَفَنْ

وعصابةُ الحقدِ الَّتي غدرتْ بهِ**
وسقتهُ سُمًّا في قليلٍ مِنْ لَبَنْ

فسما لِقبرٍ في جوارِ الجَّدِّ لَو**
لا مَن رغى: لا تدفنوا هذا البَدَنْ

لَولا وصيَّتهُ لما حصلوا على**
ما أمَّلوا... يَا لِلحُسيْن ومَنْ دَفَنْ

جاء البقيعَ بهِ يواريهِ هُنا**
كَ بِلوعةٍ في قلبهِ تذكي الشَّجَنْ

وهُناكَ ما يُؤذيهِ مِن صِغَرٍ فَيُخ**
فِي دمعهُ فالسِّرُّ يُنهِيهِ العَلَنْ

ما للبقيعِ مراقدُ الأحبابِ تش**
كُو كُلُّها أقسى جفاءً مُفْتَتَنْ

أنا زُرتهُ شوقًا ورُوحي قد هَفتْ**
ما إن رأتْ ماذا بنى هذا الحَزَنْ

ونظرتهُ والحادثاتُ لَها صدًى**
في مُهجتي حَيثُ الأسى يَطوي الزَّمَنْ

وبِحسرةٍ ودَّعتهُ رُوحي تُنا**
جِي ”سيِّدي“ وأنا أنادي ”أيْ حَسَنْ“

فَلهُ سلامٌ مِن مُحبٍّ عاذرٍ**
وهبَ الفؤاد لهُ وباتَ هُوَ السَّكَنْ

تاروت - القطيف