ما هي السور التي سميت بأسماء يوم القيامة؟
قال: لفت نظري في القرآن مجموعة سور سميت بأسماء يوم القيامة، قلت له: ما هي؟ قال: القيامة، الواقعة، التغابن، الحاقة، القارعة، الغاشية، الزلزلة، قلت: وهل تعرف خطة السير في رحلتنا للدار الآخرة بعد الوفاة والسفر من الدنيا؟ قال: لا، قلت: إن الإنسان يمر بمراحل ومحطات أولها الدنيا وبعدها اثنى عشر محطة وموقف، قال: ما هي؟.
قلت: القبر، النفخ بالصور، البعث، الحشر، الشفاعة، الحساب، تطاير الصحف، الميزان، الحوض، امتحان المؤمنين، الصراط، النار، القنطرة، الجنة، ونسأل الله أن نكون من أهلها وأن يسهل علينا رحلة السفر للدار الآخرة، فهذه مراحل اليوم الآخر من بعد الدنيا حتى تكون النهاية إما في النار أو الجنة وبعدها يكون الخلود والحياة الأبدية، قال: ما كنت أعرف هذه التفاصيل عن اليوم الآخر، قلت: ولهذا ربنا فصل في هذه المواقف بالقرآن الكريم وتم تسمية كثير من السور بأسماء يوم القيامة لأن الموضوع مهم وعظيم، وحتى لا يعطي الإنسان الدنيا كل جهده وطاقته ويهمل آخرته ولهذا قال الله تعالى ﴿بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى﴾ فأكثر الناس يقدمون الدنيا على الآخرة ويعيشون بالدنيا وكأنهم خالدون فيها بينما البقاء والخلود في الآخرة.
فحقيقة الحياة تكتشف بعد الممات ولهذا وصف ربنا تبارك وتعالى حال الناس بعد قيامهم من قبورهم وهو يوم البعث ﴿يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد﴾ ثم أرض المحشر ﴿يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار﴾ ، قال: إنه يوم عظيم ولكن كيف ننجوا من عذاب هذه المحطات؟ قلت: بالعمل الصالح وجعل أوامر الله ورسوله تكون هي منهجنا في الحياة في المعاملة والتجارة والزواج والتربية والبعد عن المنكرات والمحرمات التي حرمها الله ورسوله.
قال: هذا موضوع مهم جدا لم نتعلمه بالمدارس أو لم يتحدث والدي معي عنه وإنما كل ما نعرفه أن الإنسان بعد الموت يحاسبه الله ثم مصيره إلى النار أو الجنة، قلت: كلامك صحيح ولكن هذه معلومة عامة من غير تفصيل، أما ما ذكرته لك فهو تفصيل مهم لا بد أن يعرفه كل إنسان وأنت بدورك أن تتحدث بهذه التفاصيل لأصدقائك وأقربائك حتى يخططوا لمستقبلهم الحقيقي، لأن الدنيا تشغل الإنسان كثيرا فلا يتذكر الآخرة إلا في المناسبات ولهذا قال أحد الصالحين «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا» لأن بالوفاة تتكشف الحقائق.
وأجمل اللحظات عندما يحسن الإنسان إدارة الدنيا ولا ينسى نصيبه من الآخرة فيعيش السعادة الحقيقية بعطاء الله تعالى له الغير منقطع كما وصف الله تعالى ﴿وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوب﴾ يعنى عطاء غير منقطع وهذه هي السعادة الحقيقية والحياة الحقيقية، وقد وصف ابن القيم الجوزية هم الإنسان فقال ”إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده؛ تحمل الله سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمه، وفرغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه؛ حمله الله همومها وغمومها وأنكادها، ووكله إلى نفسه فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم“، والناس في الحياة صنفين كما وصفهم ابن القيم والسعيد من يراعي الآخرة في كل قرار يتخذه بالدنيا.