آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 9:31 م

لنجاح عملية تجديد الدماء في الإدارة

أمين محمد الصفار *

عملية تجديد الدماء هي خطوة مهمة وحساسة تقوم بها من وقت لآخر مختلف الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي ”الإنساني“، وذلك من خلال تغيير قيادات تلك الأجهزة والمؤسسات وذلك لغرض بعث الحياة والنشاط لتلك الأجهزة برؤية جديدة وتحديث الأنظمة وآليات العمل. هذه الخطوة هي نموذج إداري أثبت نجاحها في بيئات العمل على المستوى المحلي والدولي، وهناك نماذج مشرفة ماثلة أمامنا تثبت هذا النجاح.

هذه الخطوة على أهميتها هي معرضة للفشل والفشل الذريع أيضا، فمثل هكذا خطوة هي محفوفة بالكثير من التحديات لعل منها أبرزها تكراراً هو السقوط في بئر تغير الأشخاص فقط وليس الدماء، فالتجديد واختيار الدماء الجديدة لقيادة المنظمة سواء كانت شابة أو غيرها هي بحاجة إلى جهد كبير ومعايير مقبولة تؤمن فرص معقولة للنجاح والطموح التي يسعى له ملاك المنظمة أو من يمثلهم. فكيف يمكن ضمان نجاح هذه الخطوة الهامة؟

جال في فكري هذا السؤال وأنا أستمع لكلمة موجزة هي درساً بليغاً في الإدارة لسماحة الشيخ حسن الصفار في حفل تكريم الشخصية الاجتماعية المعروفة السيد علوي الخباز بمنتدى الخط بالقطيف الذي أشاد فيه بعدد من الصفات الشخصية التي تميز بها والذي كان له الدور الفاعل في عدد من الأنشطة الاجتماعية المختلفة. حيث قال سماحته إن السيد الخباز كان يتبنى تطوير الموقع الذي يعمل فيه ويجلب له المزيد من الصلاحيات والإمكانات خدمة للناس، لا أن يجمده أو يفعله بالحد الأدنى. وذكر أيضا أن من مزاياه أنه رافعة للنشاط الاجتماعي وليس سقفاً له، فقد منح الفرص لكل من يرغب في خدمة مجتمعه، كما أشاد بالروح الإنسانية العالية التي يتحلى بها السيد علوي الخباز.

لا شك أن تعثر أو انحراف عملية تجديد الدماء في المنظمات عن أهدافها يمثل فجوة كبيرة في طريق تحقيق الأهداف وتأخير لعجلة التطور وتكلفة باهظة لسمعة المنظمة أمام مستفيديها والمجتمع الذي تعيش في وسطه. إن عملية تجديد الدماء الضرورية للمنظمات تقع أمام مفترق طرق، فأما أن تأخذ في الاعتبار إدارة توقعات ومصالح المستفيدين «المجتمع» جراء مثل هذا التغيير الذي يحتاج إلى جهد لا يقل عن جهد التأسيس للمنظمة، وأما أن تسلك العملية مسارات غير صحيحة قد تصل إلى نمط الحالة المتهورة من الأداء الإداري.

إن وضع معايير لقياس نتائج تغيير/ تجديد قيادات أي منظمة هو جزء رئيس من عملية التغيير الصحيحة للتحقق من نجاح هذه العملية الإدارية المهمة، فالقدرة على الكشف المبكر لأي نوع من الخلل أو الانحراف عن الغاية من التغيير سوف يقلل من الجوانب السلبية التي قد تتراكم وتتكاثر بشكل يجعل المعالجة أكثر صعوبة وأعلى تكلفة. هذه المعادلة ليست اختراعاً جديداً، بل إنها تستند على قاعدة عامة معروفة يعرفها ويتعامل معها قطاعات واسعة سواء على المستوى الإداري في إدارة المخاطر كمثال أو حتى الكوادر الطبية لإجراء عمليات الفحص المبكر للسرطانات والأمراض الخطيرة.

كل التحية والتقدير لكل قياداتنا الذين يعملون في كل القطاعات ويرفعون السقف بأدائهم المتميز الذي به يشكلون رافعة للمجتمع الذي يعملون له ويؤدون واجبهم لتوسيع نطاق خدمتهم للناس بكل قيم التعامل الإنساني الرفيعة.