أكبر سوق جملة للأسماك في العالم
يقع سوق تسوكيجي لبيع الجملة للأسماك في منطقة تسوكيجي في طوكيو وهو أكبر سوق جملة لبيع الأسماك في العالم الذي يباع فيه أكثر من 660 ألف طن سنوياً، ويحيط به العديد من أسواق الأسماك أيضا الرديفة.
في أوج نجاج اليابان في أنتاج اللؤلؤ الصناعي كان الافتتاح الرسمي لسوق تسوكيجي في عام 1935م، لم يمنعها النجاح في أنتاج اللؤلؤ الصناعي عن بناء هذا السوق الذي أصبح أكبر سوق جملة لبيع الاسماك في العالم، لكن للسوق تاريخ قديم وقصة أخرى أقدم لبدايته وأساطير ممتعة تعود إلى أكثر من أربعمائة سنة يمكن البحث عنها عبر محركات البحث.
لا يقتصر السوق على بيع الأسماك فقط، بل يباع في السوق كل شيء تقريباً له علاقة بالأسماك بما في ذلك أدوات طبخ الاسماك وكتب تعلم طبخها إضافة إلى الأطعمة السمكية المصنعة. فهو علامة فارقة على خريطة طوكيو الأقتصادية والسياحية ايضا. كما تتابع الصحافة اليابانية كتابة التقارير المختلفة عن السوق وتنقل أهم الأحداث التي تحدث في السوق مثل أكبر الصفقات التي تتم في السوق، وأضخم سمكة يتم بيعها وغيرها من أخبار السوق.
السوق التاريخي الذي في منطقة تسوكيجي ظل يواجه تهديد أنتقاله لموقع أخر طوال نصف عمره الذي استمر فيه لمدة 83 سنة في منطقة تسوكيجي، حيث كان مهدداً بين فترة وأخرى للأنتقال لمختلف الأسباب: بيئية، مناخية، حرائق، ارتفاع تكلفة الأنتقال، تلوث، عدم مناسبة المواقع المقترحة للانتقال، مجموعات الضغط وغيرها، لكن في النهاية أستطاعت اولمبياد 2020 التي أقيمت في اليابان أن تحسم الأمر لصالح أنتقال السوق إلى منطقة تويوسو بحي كوتو في اكتوبر2018م.
لقد تم تصميم الموقع الجديد كي يستمر في الحفاظ على لفت انتباه السياح والحفاظ على تميزه ببيع مختلف أنواع الأسماك والمأكولات البحرية كما روعي في الموقع الجديد الذي يقع بالقرب من محطة مترو أنفاق لتسهيل حركة الوصول إليه وحضور الزوار لمزاد الأسماك الصباحي الذي تم تخصيص منصة خاصة لهم لمشاهدة المزاد وكذلك الاستمتاع بسقف السوق المغطى بالعشب الاصطناعي للتمتع بالمناظر الخلابة للمدينة والمرافق التي تم أنشاؤها لجذب السياح للمنطقة.
تستخدم السوق لإدارة نفايات الأسماك نظامي ادارة النفايات السائلة ونظام إدارة النفايات الصلبة لتعظيم الاستفادة من هذه النفايات عبر أنتاج مواد أخرى والحفاظ على البيئة.
يمكن اختزال طريقة إدارة أكبر سوق جملة للأسماك في العالم بأنها تدار بطريقة الفوضى المنظمة، فأصحاب مزادات الأسماك في السوق هم من يدير السوق فعلياً، ولعل هذا يفسر جزئياً سبب تأخر أنتقال السوق للمقر الجديد، فحتى عمدة طوكيو السابق على سبيل المثال الذي حاول بحكم صلاحياته التدخل في شأن جزر تابع لطوكيو ومتنازع عليها بين اليابان والصين لا يستطيع التدخل بالسوق إلا بالحد الأدنى وفي مجالات محددة مثل صحة البيئة وبعض الأمور المشابهة. لقد ثبت بالتجربة - ورغم بعض ما يمكن أن يسميه البعض فوضى - أن إدارة السوق من الداخل من خلال أصحاب المزادات الأقرب والأدرى بتفاصيل السوق هو أجدى وأفضل طرق الإدارة من الناحية الإدارية والأقتصادية للسوق.
سوق السمك الياباني يكشف لنا أهتمام الحكومة اليابانية بالاستفادة المزدوجة من السوق سياحياً واقتصادياً، كما يتضح لنا أن أسواق الأسماك الأخرى القريبة من السوق هي عنصر إيجابي رديف مهم وداعم للسوق الرئيس، كما يبين لنا أن الإدارة الذاتية للسوق من قبل أصحاب المزادات هي النموذج الأنجح لإدارة السوق.