آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

لنكرم الأحياء أولًا

أبعث هذه السطور القلائل إلى الصديق الغالي والأخ الكبير أستاذ ناجي نعمان، الذي أراه جوهرة ثمينة قَلّ نظيرها في هذا الزمان، حمل على عاتقه نشر الثقافة بالمجان، وبذل ما في طاقته لتحريك عجلة الأدب، ليس على نطاق لبنان الشقيقة فحسب، بل على نطاق العالم بأسره، اقترح تكريم هذا الرجل المعطاء في حياته، وأقول في حياته ليستشعر ذو العطاء قيمة عطائه،

فماذا يستفيد الراحل إذا كُرّم بعد رحيله؟، لماذا نعشق تكريم الأموات؟، لنكرم الأحياء أولًا، كم سررت حين عرفت أنّ الأستاذ ناجي على قيد الحياة، فالهالة التي جذبتني إليه لا تظهر في مجتمعاتنا إلا للراحلين.

عليه أقول: هنيئًا لك أستاذ ناجي هذا العطاء، فأنت أكبر من كل جائزة، أنت من تشرف التكريم، والقلائد تزدان بك لا تزدان بها، للأسف الشديد إنّ أمثال هذا الرجل لا يكرمون إلا بعد رحيلهم، إلى متى نعشق تكريم العظام بدلًا من تكريم العظماء؟، إلى متى لا نضع النياشين فوق الصدور الحيّة التي تتنفس، ونسرع في إلقاء أكاليل الغار فوق التوابيت؟، كم من أديب ومعطاء يستحق التكريم ولم يكرم بعد؟، بلى أعلم أننا ننتظر موته، لنتسابق بعدها بتكريمه وعقد الجوائز من أجله، حالة سائدة لدينا في عشق الرميم، حالة سيئة أن لا نكرم الأحياء من أمتنا إلا إذا فارقوا، فلماذا لا نفيق من هذه العادة السيئة المستهجنة بتكريم عمالقة كبار هم معنا الآن؟، ولو وضعنا قائمة نقترح فيها من يستحق التكريم لطالت ولبرز لنا بها نجوم لوامع غفلنا عنهم، وحينها سنسعد أنّ ظلهم مازال معنا، فلماذا لا نستفيد من بقاء المتميزين قبل رحيلهم؟

قد وعدت أن أكتب في أستاذ ناجي بعض السطور، لكني أحببت أن تمزج السطور بدعوة لتكريم الأحياء أولًا، وهذا ما يمارسه بالفعل أستاذ ناجي من خلال نشاطاته وجائزته السنوية، التي تستحق الدعم والتخليد، لهذا أقول بالأصالة والنيابة: شكرًا لك أستاذ ناجي، فلقد سقيت الزهر، وحق لك أن تشم العبير.







 

إداري في مركز التنمية والإبداع-خريج جامعة الملك فيصل بالأحساء «العوامية».