آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

سلحفاة خارج الصدفة

هل فكرت السلحفاة يومًا أن تخرج من صدفتها؟، ماذا ستكسب وماذا ستخسر؟، النظرة التقليدية تحركنا في ذات المضمار؟، فلماذا لا نفكر أن نخرج خارج الشرنقة والقفص؟، لنرى الحياة على أصول. لن نكتشف الكنوز المخبوءة ونحن نسير في ذات الطريق، أغلبنا تتشابه أيامه وكأن الأيام ساعات مكررة، واستنساخ مقيت، فأين الجديد؟، السؤال: هل سنستفيد من كسر الروتين وممارسة ما لم نكن نمارسه من قبل؟

لنعود للسلحفاة، بلا شك أن السلحفاة تعرف قيمة صدفتها وأن هذا البيت الثقيل يحميها من الاعتداء، فبمجرد أن نهوي بالعصا على ظهرها، فإنها تختبئ للداخل، وكأنها تضحك منا قائلة: ”افعلوا ما تشاؤون فإن عصيكم ستتكسر أمام صدفتي الفلاذية!“، فهل فكرتِ يومًا التخلص من صدفتكِ سلحفاتنا العزيزة؟، نحن مثل هذه السلحفاة لا نفكر في الخروج من قواقعنا، فكيف سنعرف المكاسب الجديدة دون تجريب؟

في عالم الرسوم المتحركة تجردت السلحفاة من صدفتها، ورأينا أنها أصبحت أكثر سرعة، أليس لصدفتها وزن يعيق من سرعتها؟، كل واحد فينا يحمل فوق ظهره صدفة غير مرئية، هي الأفكار والتصورات التي يعتقدها، وللأسف هناك الكثير من التصورات خاطئة ومعيقة لتقدمنا، كم منا قال لنفسه: أنا لا أستطيع؟، أنا لا أقدر؟، هذا ليس اختصاصي، وأنا أقل الجميع؟، هذه الأوهام القاتلة والمعيقة صدفة تضر ولا تنفع، تثقلنا دون حماية.

لو تمسك توماس إديسون بصدفته لما أنتج الكهرباء، لكنه تخلص منها وبلغ المرام، هل فكرت السلحفاة يومًا أن تخرج من صدفتها؟، هذا السؤال قطعًا غير موجه للسلحفاة فهي لا تقرأ ولا تعرف لغة البشر، إن هذا الحديث لنا، وليس للسلحفاة، فهل فكرنا الخروج من تلك السلبيات المعيقة التي نضعها فوق ظهورنا، لماذا لا نجرب الخروج من هذه الصدفة المعيقة؟، التجربة خير برهان، ولو جرب الواحد فينا مقدرته؛ لأدرك أن ما يحمله فوق ظهر مجرد أوهام لا صحة لها، كلنا نستطيع بلوغ الثراء وتحقيق الأمنيات، ولكن المعيق الأكبر هي هذه الصدفة الوهمية المعيقة، لقد جربت السلحفاة الخروج عن صدفتها في مسلسلات الكرتون وحققت أحلامها، فمتى سنخرج من أصدافنا لنحقق الأهداف والتطلعات؟

إداري في مركز التنمية والإبداع-خريج جامعة الملك فيصل بالأحساء «العوامية».