بين حافة الهاوية وبوابة الجحيم أوكرانيا على المذبح النووي…!
حينما تغيب الحكمة، وتتراكم الأخطاء في العالم، وتبقى المشاكل عالقة دون معالجات حقيقية.
تتكاثر الأزمات، أزمات تلحقها أزمات، وتداعيات تتفاعل مع الزمن، والنتيجة تكون غياب الأمن والاستقرار في العالم.
ومما يدعو للعجب ويثير التساؤلات هو رغم أن العالم يعج بمراكز الدراسات، والبحوث، والمختصين والساسة، والحكماء لكن المشهد العالمي تسوده الحروب والفوضى!
مفارقات وحماقات تتوالى تسببت بقتل الملايين في العالم!
هذا العالم الذي يتقدم علميا، وتكنولوجيا، ويحلق في الفضاء، ويتفاخر بالحريات، وحقوق الإنسان هو ذات العالم المتوحش، العنصري، الذي يفرض سيطرته وما يريد، حيث يريد، والذي يتلف محاصيل القمح ليحافظ على سعره بينما ملايين البشر يعانون الفقر والجوع!
لا شك أن العالم المسكون بهوس السيطرة والنرجسية لن يقود العالم نحو السلام.
لنأخذ الأزمة «الأوكرانية» مثالًا ونركز في أسبابها، وتداعياتها، وسنلاحظ مباشرة أنها نتيجة متوقعة، لمعالجات غير مجدية،
فحينما تشعر دولة عظمى، ونووية بأن أمنها مهدد، فأنت في حقيقة الأمر تضع أمن العالم في خطر، ولا تكتفي بذلك وحسب، بل وتشرع في محاصرتها وهدم اقتصادها! وتجريدها من الخيارات والحلول المرضية.
ربما بهدف جرها لمصيدة حرب استنزاف عسكرية، أو اقتصادية، أو أي أهداف أخرى…
لا نعلم، ولكن هل درست النتائج المحتملة في ظل المخاطر العالية المستوى؟
بلا شك لا يحتمل أن النتيجة ستكون استسلام روسيا للغرب، بل ربما حفزهم ذلك لقرارات غير متوقعة للقفز على الألغام وتخطيها ليكون الرد أكثر قوة ورعبًا.
والواقع أنك توقظ المارد الشيطاني داخل الدب الروسي باستفزازه المستمر.
فهل هذه من الحكمة، أم جنون غير محسوب؟!
يضع العالم على حافة جهنم …!
فسياسة حافة الهاوية، والاعتماد على القوى الناعمة المتعددة، الاقتصادية، والإعلامية، والاستخفاف بما قد يفعله الغريم الروسي يعد مجازفة بمستقبل العالم، وعمى سياسي معيب.
ها هي الأحداث تتدحرج نحو الهاوية وتتسارع نحو المذبح النووي.
ومازالت الأخطاء الفادحة تتكرر، وبالطبع لن تؤدي إلا لكوارث، وعلى جميع الأصعدة، سواء الأمنية والاقتصادية، ووو … ويمكن أن نظيف إلى القائمة الطويلة وبكل أسف الكوارث النووية.
ربما قد توهم البعض، أن ذلك مجدياً، حتى لو أدى لحرب عالمية، وهلك الكثير من البشر، وتدمرت الشعوب، والدول، طالما أنه يحقق بذلك مآرب هنا، ومكاسب هناك.
هو بلا شك واهم، ولا يعلم أن الحروب العالمية قد انتهت من القاموس الروسي، فحينما تتوسع الحرب في أوروبا، فلن تكون هناك حرب عالمية، كما في السابق بل نووية مباشرة وبشكل تلقائي وغير معهود على مر التاريخ، وهذا ما صرح به وزير الخارجية الروسي «لافروف».
فلا خيار لدى موسكو سوى النووي، فهي لن تحارب أوروبا والغرب بأجمعه، حرب تقليدية بل ستطلق حمم الجحيم وعندما تنطلق فلن تهبط إلا بنهاية العالم، ولا ندري أهي نهاية الكون، أم سيبقى هناك باقية؟
الآن هل يدرك الغربيون خطورة الوضع في أوروبا؟
هل ينجح الحكماء بتجنيب العالم مخاطر الحروب المدمرة؟
هل ينحو لإيجاد الحلول الممكنة؟
على قاعدة الأولوية للأمن الدولي، وتجنيب العالم ما لا يحتمله.
فقد قيل قديما، فمعظم النار من مستصغر الشرر.
ولا ندري حقيقةً ماذا جنت أوروبا برفضها اعطاء ضمانات أمنية لروسيا، وأصرت أن تضع الاتحاد الروسي في الزاوية؟!
فقد أدى ذلك لاستقلال جمهوريتي «دونيتسك ولوغانسك» إضافة جديدة للقرم.
فهل ستستمر هذه المعالجات الخاطئة؟
ولا نعلم ماذا سيستجد في قادم الأيام، من تفاعلات سلبية على أوروبا الشرقية والعالم؟
هل ستكون سياسة حافة الهاوية بوابة مشرعة للجحيم؟
أم سيلعب الدب الروسي بهدوء قاتل، دون اكتراث بأحد تحت ضغط هاجس التهديدات للأمن الروسي.
يبدو أنه سائر بخطى مدروسة حاملا بيد السيف النووي، وبالأخرى القلم والخرائط.
ويشطب ويضيف هنا وهناك؛ليضمن أمنه بنفسه وبالقوة الغاشمة؟
لقد تحول نهج السيطرة والتحكم بالعالم إلى تعويذة شر تتنقل في أرجاء العالم، ولعله قد حان وقت المراجعات.
إلى ذلك الحين وعلى أمل أن يسود العالم يوما نهج الحكمة والتعاون بين الدول ويحل السلام في العالم.
كل الأماني الصادقة للشعب الاوكراني المسالم أن يخرج من محنته، وأن ينعم بالأمن والسلام، وأن تسود العالم المحبة والخير والتعاون والتقدم والازدهار.