آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

Major Schools of Thought in Psychology

المدارس الفكرية الكبرى لعلم النفس

عندما تم تأسيس علم النفس لأول مرة كعلم منفصل عن علم الأحياء والفلسفة، كان الجدل قائمًا بدأت كيفية وصف وشرح العقل والسلوك البشري. أول مدرسة فكرية، البنيوية، من قبل مؤسس أول مختبر علم النفس، فيلهلم وندت. تقريبيا على الفور، بدأت مدارس أخرى في الظهور تتنافس على الهيمنة في علم النفس. فهناك مدارس مختلفة للتفكير في السلوك البشري حيث يستخدم علماء النفس مجموعة متنوعة من وجهات النظر عند دراسة كيف يفكر الناس ويشعرون ويتصرفون حيث يركز بعض الباحثين على مدرسة فكرية واحدة محددة، مثل المنظور البيولوجي، بينما يتخذ البعض الآخر نهجًا أكثر انتقائية يتضمن وجهات نظر متعددة. لا يوجد منظور ”أفضل“ من المنظور الآخر وكل منها يؤكد ببساطة على جوانب مختلفة من السلوك البشري.

وبما ان هناك وجهات نظر متعددة رئيسية في علم النفس الحديث حيث سيطرت في السنوات الأولى لعلم النفس سلسلة من هذه المدارس الفكرية المختلفة مثل البنيوية والوظيفية والتحليل النفسي والسلوكية والإنسانية - وكلها مدارس مختلفة للفكر النفسي ومع نمو علم النفس، توسع أيضًا عدد وتنوع الموضوعات التي يبحث عنها علماء النفس منذ أوائل الستينيات، ازدهر مجال علم النفس واستمر في النمو بوتيرة سريعة، كما هو الحال مع عمق واتساع الموضوعات التي درسها علماء النفس حيث ان قلة من علماء النفس يحددون وجهة نظرهم وفقًا لمدرسة فكرية معينة. بينما لا يزال هناك بعض علماء السلوك أو المحللين النفسيين البحتين، فإن غالبية علماء النفس اليوم يصنفون عملهم وفقًا لمجال تخصصهم ومنظورهم فيمكن النظر إلى كل موضوع في علم النفس بعدة طرق، على سبيل المثال، إذا نظرنا إلى موضوع العدوان، فالمحترف الذي يركز على منظور بيولوجي سوف ينظر في كيفية تأثير الدماغ والجهاز العصبي على السلوك العدواني.

والمحترف الاخر الذي يركز على منظور سلوكي سوف ينظر إلى السلوك العدواني من وجهة نظر كيفية تعزيز المتغيرات البيئية للأعمال العدوانية. كذلك المحترف الذي يستخدم نهجًا متعدد الثقافات في كيفية مساهمة التأثيرات الثقافية والاجتماعية في السلوك العدواني أو العنيف وهكذا.

المدارس الفكرية الرئيسية التي أثرت في معرفتنا وفهمنا لعلم النفس:

• البنيوية:

البنيوية هي المدرسة الأولى لعلم النفس تم إنشاؤها في معمل ألمانيا بواسطة ”Wilhelm Wundt“، وركزت عليها تحطيم العمليات العقلية إلى المكونات الأساسية. المفكرين البنيويين الكبار تشمل فيلهلم وندت وإدوارد تيتشنر.

• الوظيفية:

تشكلت كرد فعل على نظريات مدرسة الفكر البنيوية وتأثرت بشدة بعمل ويليام جيمس معني بالغرض التكيفي أو وظيفة العقل والسلوك الرائد ومن بين المفكرين العمليين جون ديوي وهارفي كار.

• السلوكية:

يركز علم النفس السلوكي على السلوكيات المكتسبة وتأسست على عمل علماء النفس مثل إدوارد ثورندايك وجون بي واتسون حيث سيطرت السلوكية على علم النفس في أوائل القرن العشرين لكنها بدأت تفقد سيطرتها خلال الخمسينيات حيث فسرت السلوك لأسباب بيئية، وليس بالقوى الداخلية حيث تتركز السلوكية على سلوك يمكن ملاحظته مثل نظريات التعلم بما في ذلك التكييف الكلاسيكي والتكييف الفعال وكانت محور على قدر كبير من البحث. وتختلف السلوكية عن وجهات النظر الأخرى لأنها تركز فقط على السلوكيات التي يمكن ملاحظتها بدلاً من التركيز على الحالات الداخلية.

واليوم، لا يزال المنظور السلوكي مهتمًا بكيفية تعلم السلوكيات وتعزيزها. فغالبًا ما يتم تطبيق المبادئ السلوكية في أماكن الصحة العقلية، حيث يستخدم المعالجون والمستشارون هذه الأساليب لشرح وعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض.

التحليل النفسي السلوكي:

أسسها سيغموند فرويد حيث كان موجودًا في النهج النفسي الديناميكي وهذه المدرسة الفكرية تؤكد تأثير العقل اللاواعي على السلوك حيث يعتقد فرويد أن العقل البشري ودور العقل اللاواعي، وتجارب الطفولة المبكرة، والعلاقات بين الأشخاص لها أكبر الأثر في تفسير السلوك البشري، وكذلك لعلاج الأمراض العقلية.

بفضل عمل فرويد وتأثيره، أصبح التحليل النفسي أحد أوائل القوى الرئيسية في علم النفس حيث تصور فرويد أن العقل يتكون من ثلاثة عناصر أساسية:

1. الهوية

2. الأنا وهي جانب من جوانب النفس التي يجب أن تتعامل مع متطلبات العالم الحقيقي.

3. الأنا العليا وهي الجزء الأخير من النفس التي يتم تطويرها وهي مكلفة بإدارة جميع أخلاقنا ومعاييرنا ومُثُلنا الداخلية.

المفكرين الرئيسيين الآخرين في علم النفس الديناميكي من بينهم فرويد وكارل يونغ وإريك إريكسون.

علم النفس الإنساني:

في الخمسينيات من القرن الماضي، ظهرت مدرسة فكرية تُعرف بعلم النفس الإنساني. وقد تأثرت بشكل كبير بعمل علماء إنسانيين بارزين مثل كارل روجرز وأبراهام ماسلو.

يؤكد المنظور الإنساني على دور الدافع في الفكر والسلوك مثل مفاهيم تحقيق الذات ضرورية. يركز علماء النفس على الإرادة الحرة الفردية وتأكيد الصفات الفريدة للإنسان، خاصة حريتنا وإمكاناتنا للنمو الشخصي، والاكتفاء الذاتي وعلى ما يدفع البشر إلى النمو والتغيير وتطوير إمكاناتهم الشخصية وعلم النفس الإيجابي «الذي يركز على مساعدة الناس على عيش حياة أكثر سعادة وصحة» هو حركة حديثة في علم النفس لها جذور في المنظور الإنساني.

علم نفس الجشطالت:

يعتمد علم نفس الجشطالت على فكرة أننا نختبر الأشياء ككلمات موحدة ”الكل أكبر من مجموع أجزائه“. بدأ هذا النهج في علم النفس في ألمانيا والنمسا خلال أواخر القرن التاسع عشر في استجابة للنهج الجزيئي للبنيوية. بدلا من ذلك تحطيم الأفكار والسلوك كان علماء النفس الجشطالت يعتقدون أنه أصغر عنصر لديهم، يجب أن تنظر إلى التجربة بأكملها. وفقًا لمفكري الجشطالت، فإن الكل أكبر من مجموع أجزائه.

علم النفس المعرفي:

خلال الستينيات، ظهر منظور جديد يُعرف بعلم النفس المعرفي حيث يركز هذا المجال من علم النفس على العمليات العقلية مثل الذاكرة والتفكير وحل المشكلات واللغة واتخاذ القرار وعلم النفس المعرفي بني على النظرية المؤثرة وهي مراحل التطور المعرفي لجين بياجيه وألبرت باندورا وهو فرع علم النفس الذي يدرس العمليات العقلية بما في ذلك كيفية تفكير الناس وإدراكهم وتذكرهم وتعلمهم. كجزء من المجال الأكبر للعلوم المعرفية، يرتبط هذا الفرع من علم النفس بالتخصصات الأخرى بما في ذلك علم الأعصاب والفلسفة واللغويات. واحدة من أكثر النظريات تأثيرًا من هذه المدرسة الفكرية كانت مراحل التطور المعرفي النظرية التي اقترحها جان بياجيه وغالبًا ما يستخدم علماء النفس المعرفيون نموذج معالجة المعلومات «مقارنة العقل البشري بالكمبيوتر» لتصور كيفية الحصول على المعلومات ومعالجتها وتخزينها واستخدامها.

المنظور البيولوجي:

لعبت دراسة علم وظائف الأعضاء دورًا رئيسيًا في تطوير علم النفس كعلم منفصل واليوم، يُعرف المنظور بعلم النفس البيولوجي «يُسمى أيضًا علم النفس البيولوجي أو علم النفس الفسيولوجي». تؤكد وجهة النظر على الأسس الجسدية والبيولوجية للسلوك فقد ينظر الباحثون ذوو المنظور البيولوجي في علم النفس في كيفية تأثير الجينات على السلوك أو كيف يؤثر الضرر الذي يلحق بمناطق معينة من الدماغ على الشخصية ويعد الجهاز العصبي، وعلم الوراثة، والدماغ، وجهاز المناعة، ونظام الغدد الصماء مجرد مواضيع قليلة تهم علماء النفس البيولوجي. على مدى العقود القليلة الماضية، نما المنظور بشكل ملحوظ مع التقدم في قدرتنا على استكشاف وفهم الدماغ البشري والجهاز العصبي.

يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي «MRI» والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني «PET» أدوات للباحثين لمراقبة الدماغ في ظل مجموعة متنوعة من الظروف حيث يمكن للعلماء الآن النظر في آثار تلف الدماغ والأدوية والمرض بطرق لم تكن ممكنة في الماضي.

منظور عبر الثقافات:

علم النفس عبر الثقافات هو منظور جديد إلى حد ما نما بشكل ملحوظ في السنوات العشرين الماضية وينظر علماء النفس والباحثون في هذه المدرسة الفكرية إلى السلوك البشري عبر الثقافات المختلفة ومن خلال النظر إلى هذه الاختلافات، يمكننا معرفة المزيد حول كيفية تأثير الثقافة على تفكيرنا وسلوكنا، على سبيل المثال، نظر الباحثون في كيفية اختلاف السلوكيات الاجتماعية في الثقافات الفردية والجماعية.

في الثقافات الفردية «مثل الولايات المتحدة»، يميل الناس إلى بذل جهد أقل عندما يكونون جزءًا من مجموعة وهي ظاهرة تُعرف باسم التسكع الاجتماعي بينما في الثقافات الجماعية «مثل الصين»، يميل الناس إلى العمل بجدية أكبر عندما يكونون جزءًا من مجموعة.

المنظور التطوري:

تركز مدرسة علم النفس التطوري على دراسة كيف يمكن لنظرية التطور أن تفسر العمليات الفسيولوجية فعلماء النفس الذين يتبنون هذا المنظور يطبقون المبادئ الأساسية للتطور «مثل الانتقاء الطبيعي» على الظواهر النفسية حيث يقترح المنظور التطوري أن هذه العمليات العقلية موجودة لأنها تخدم غرضًا تطوريًا بمعنى أنها تساعد في بقاء الإنسان وتكاثره.

ملخص المقال:

”هناك طرق عديدة لفهم الفكر والسلوك البشري. توفر وجهات النظر المختلفة المتوفرة في علم النفس الحديث للباحثين والطلاب أدوات متنوعة للتعامل مع المشكلات والإجابة على الأسئلة. كما أنها تعمل كدليل لعلماء النفس أثناء بحثهم عن تفسيرات وتنبؤات جديدة للسلوك البشري. حتى تطوير مناهج علاجية جديدة قد ينتج عن هذا الاستكشاف والفهم الأعمق“.