آخر تحديث: 4 / 12 / 2024م - 9:38 م

الأناشيد الروحية.. فن يلامس القلوب

عاتكه شبيب

من منا لم يسمع الأنشودة الروحية إلى الرادود الشيخ حسين الأكرف «أتعبتني يا قلب في دنيا هواك».

كلمات الأنشودة فائقة الروعة وتناغمها مع صوته العذب الشجي جعلت منها أيقونة روحية مميزة سحرت قلوبنا، من خلالها سمت أرواحنا إلى جنان قدسية... حيث تحتوي كلماتها على الاعتراف بسجن الروح في الهوى وعتاب القلب الذي يتعذب ويتألم ويحتار في بعده عن الله مصدر طاقته القدسية فأصبح موحشا ومظلما...

الأنشودة جعلتنا نتعلم الاعتراف بشعورنا في التقصير تجاه الله والوقوف على أسباب هذا الضياع الروحي ومن ثم نتخلص منه في العودة إلى الله... ترنيمات قربتنا إلى خالقنا بأسلوب جذاب سمت فيها الأرواح المفتونة بسحر الألحان والكلمات فسبحت في صفاء ونقاء ملكوت الله.

كم نحن بحاجة ماسة إلى مثل هذه النوعية من الأناشيد الروحية والتي تعزف على أوتار قلوبنا ووجداننا فنتقرب من خلالها إلى الله - عز وجل - حيث نعترف بتقصيرنا تجاه وغفلتنا عنه فنُخرج من أعماقنا ذلك الظلام الذي يدنس طهر أرواحنا.

الحمد لله بفضل جهود الشباب المبدع هذا الجيل الذي اقتحم الساحة بروعة فنه وجودة أدائه وإتقان عمله وتميز اختياره، ظهرت هذه الأناشيد الروحية في أبهى صورة حيث وصلت ألحانها المميزة إلى قلوب الكثير من فئات المجتمع بجميع أطيافه من المذاهب والديانات الأخرى.

لأنها ببساطة لامست قلوبهم الصادقة بحب الله.

والأروع أن تجربة الشيخ الأكرف قد تكررت مع عملاق الفن الحسيني الملا باسم الكربلائي في قصيدته المؤثرة «حسافة».

كم نتمنى من كل منشد مبدع وذو صوت جذاب أن يسلك هذا الفن الروحي حيث يوظف الكلمات المضيئة من الدعاء والتهجد في ترانيم جذابة عذبة تسحر القلوب فتذوب في حب الله وهذا أجمل ما يشعر به القلب تجاه خالقه وهو الحب.