آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

رِيْحٌ وَمِقْنَعْ

الدكتور أحمد فتح الله *

رِيْحٌ وَمِقْنَعْ

يَا قَلْبُ مَا غَرَّكَ مِنْ بَعْدِ الصِّبَا؟
فَمُذْ عَلِقْتَ لَا تَرَى أَو تَسْمَعُ

غَيْر َ الَّذِي فِيْكَ ثَوَى حَتَّى غَدَا
رُوحًا تَثَنَّتْ فِي فُؤَادٍ يَجْمَعُ

أَدْرِي هَوَاكَ مَنْ أَبَانَ الرِّيحُ يَو
مًا بَاسِمًا مَا كَانَ يُخْفِي الْمِقْنَعُ

كَأَنَّ تِلْكَ الرِّيحَ وَحْيٌ لِلْهَوَى
لِتَنْجَلِي لِلْحُسْنِ آيٌ تُبْدِعُ

مِنْ يَومِهَا وَأَرْبَعُونَ نَبْضَةً
أَمِيْرَةٌ فِي قَصْرِهَا لَا تُمْنَعُ

وَلَا يُلَامُ عَاشِقٌ إذَا ابْتُلِي
هِيَ الْقُلُوبُ إنْ هَوَتْ لَا تَخْضَعُ

لَكِنْ يُخِيفُنِي هُيَامٌ غَافِلٌ
لِذَاكَ كَفِّي عَنْكَ لَيْسَتْ تُرْفَعُ

وَأَرْفَعُ الْأُخْرَى إِلَى السَّمَاءِ فِي
تَصَوّفٍ يَسْمُو بِرُوحٍ تَضْرَعُ

حَسْبُكَ مِنِّي صَبْرُ عَاذِرٍ مُنَا
هُـ أَنْ يَرَاكَ فِي وِدَادٍ يُمْتِعُ

لَكِنَّ نَفْسِي فِي وَقَارٍ تَشْتَكِي 
مِنْ قَدَرٍ بَوَجْدِنَا يَسْتَمْتِعُ

وَهَلْ هِيَ الْأقْدَارُ إِلَّا خِيَا
رَاتٍ لَنَا نَشْقَى بِهَا أَو نَرْتَعُ

يَا صَاحِبِي أَقْدَارُنَا مَوزُونَةٌ
لَكِنَّنَا مِنْ قَلَقٍ لَا نَقْنَعُ

فَلَا تَغُرَّنَّكَ أَحْلَامُ الْهَوَى
نَسُوسُ بَعْضًا وَكَثِيرًا نَدْفَعُ

تاروت - القطيف