الكعبة المقدسة
عن الإمام الصادق 
: «أسماء مكة خمسة: أم القرى، ومكة، وبكة، والبساسة إذا ظلموا بها بستهم أي أخرجتهم وأهلكتهم، وأم رحم كانوا إذا ألزموها رحموا».
الخصال
المقدمة:
أول بيت وضع للعبادة هو بيت الله الحرام، بيتاً للبركة والهدى والعرفان، وقد خلقت الأرض من بركة الكعبة، ومن دخل هذا الحرم الإلهي كان آمنا، إنه أمن في الدنيا للمؤمنين وأمانا من العذاب يوم القيامة.
حسن الاستضافة من صاحب البيت للمعتمرين والحجاج:
الكعبة بيت الله وبيت الناس يوجد في الكعبة المشرفة الحطيم، والركن اليماني، والحجر الأسود، والمستجار، وكل هذه الأركان تضم بركات وحسن ضيافة من الرب الرحيم لعباده.
دعوة وضيافة من الكريم المطلق لعباده الفقراء والضعفاء، يكرمهم بصنوف الضيافة من الرحمة والمغفرة، ويباهي بهم ملائكته وسكان سماواته.
من يتوجه بقلبه وقالبه إلى صاحب البيت يوفق للفناء في تحقيق مرضاته، ويصبح مباركا ومحلا للخير والنور.
هذا المكان المقدس بيت الله الحرام مامن موضع شبر إلا وهو أثر قدم نبي نادى بالتلبية، وما من موضع قدم إلا وقد تضمن مدفن ولي من أولياء الله العظام.
ألهم الله عباده زيارة بيته، واحترام وإجلال المسجد الحرام،
فكل من يوفق للزيارة يدخل للبيت بعين التعظيم والتوقير والعشق لله تعالى.
كل ماعليك هو أن تخطو بقدم إبراهيم وإسماعيل وهاجر 
، قدم الفداء والإخلاص لله تعالى.
الهداية أخص بركات الكعبة المشرفة:
هذه فضيلة تدل على عظمة البيت ورفعته، وله من المقامات المعنوية التي لم تكن لغيره من بيوت الله تعالى، وإنما خصه الله تعالى بالذكر لأهميته، مع أنه يمكن شمول البركات المعنوية لها.
و«هدى بمعنى هاد، وإنما أطلق عليه هدى لمزيد هداه، وجهات الهداية فيه كثيرة، فمن جهة التوصل بالقرب إلى ساحة الرحمن والزلفى لديه، لكونه مقصدا للناسكين وموئلا للعابدين والطائفين والراكعين، لأنه جامع الناس تحت كلمة التوحيد، ويحفظهم من التفرقة والاختلاف.......»
«فهو هدى بجميع مراتب الهداية الدنيوية والأخروية لجميع العالمين لا لطائفة خاصة وعالم خاص، وكل واحد منهم يستفيض منه بحسب استعدادته الخاصة على نحو الاقتضاء لا العلية، كما في سائر موارد الهداية.
مواهب الرحمن: ص160، ج6
الإحرام عن المحظورات يقصد بها ترك جميع مايلهي الإنسان عن ربه، فالشعور برب البيت يقوى عند زيارة البيت العتيق.
مكة محل مولد نبي الرحمة والمغفرة محمد ﷺ ومهبط الوحي الإلهي، ومكان نزول القرآن الكريم ومبدأ الدعوة المحمدية إلى دين الهدى والنور.
يتجلى في مناسك العمرة كما في الطواف حول البيت الحرام تقديم وإيثار رضا الله على هوى النفس، أي بمعنى التفدية الحقيقية في مرضاة الله.
والصلاة خلف مقام إبراهيم هو التشبه والإقتداء والظفر بمقام خليل الله.
من يوفق لزيارة بيت الله يتحصل على الحظوظ والهبات، يهبه الرحمن الرحيم ثمرات كل شيء.
أرض يزدحم الناس فيها للصلاة والطواف والدعاء فهو من حيث الشرف والعبادة، معبدا للملائكة.
قبلة للأنبياء والأوصياء وقبلة للمسلمين يتحقق فيه الهدى ودين الإسلام.
بحث عرفاني:
الكعبة المباركة من حيث مقام معنويتها أزلية وأبدية؛ لأنها وجهة التوحيد وفناء المعبود الوحيد، وفيها تفاني باني البيت إبراهيم الخليل الجليل، بل وتفاني جميع الأنبياء من صفيهم إلى حبيبهم، فإنهم بالطواف حول البيت الشريف يظهرون تفديتهم للعزيز المهيمن القهار، ويطرحون جميع جهات أنانيتهم من الحجب والأستار، ويبرزون مقهوريتهم من جميع الجهات لرب البيت العتيق، وينسون أنفسهم وقد أتو من فج عميق.
ترى المحبين صرعى في ديارهم
كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا.
ولعل من أحد أسرار طواف نبينا الأعظم ﷺ حول هذا البيت الشريف وهو على البعير، أن هذا المقام مقام علو العبودية التي يفيضها اللطيف الخبير، فأظهر ﷺ العلو الجسماني رمزا إلى العلو المعنوي الروحاني، فليس المقام مقاما لعروض الدهشة على الطائف من حضرة الكبرياء والجلال، كما عن بعض العرفاء بل مقام ذل العبودية التي تشير إلى عز الربوبية، وأسرار المقام كثيرة لا يحصيها القول ولا رعاف القلم....»
تفسير مواهب الرحمن، للسيد عبد الأعلى السبزواري قدس سره
ختاما:
وفقنا الله وإياكم لزيارة البيت الحرام من الناحية الكيفية والكمية لننال الذوق والوجدان والكشف وعيان الآيات البينات.
يقول السىد الدارستاني: آخر مرحلة العبودىة وطاعة البارئ، هي الوصول إلى الذلة والخشوع أمام الله. ىعني بعد عبادة سنىن واعوام، ترجع إلى الله صفر الىد وتمد له ىد الطلب ولا تتکل على عباداتك.
