آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

الآن والنداء يتردد: من ينقذ طفولة ريان..؟؟

سلمان أحمد الجزيري

قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ..

يعلم الجميع كم هي العناية الإلهية التي تحف بالأطفال حتى يروى في الحديث «أنهم أحباب الله» وكم هي وصايا النبي وآله بحقهم.. كما رأينا في قصص الأنبياء: موسى ويوسف وعيسى والنبي الأكرم محمد .. ومنذ طفولتهم كم كانت العناية بهم!!

وفي هذه الأيام مرت علينا أزمة الطفل المغربي «ريان» رحمه الله بكل تفاصيلها المرة والتي عايشها العالم أجمع واستحوذت على قلوب واهتمام الملايين.. حيث تعدت المسالة سقوط طفل في بئر ومحاولة إنقاذه..؟

بل أن الأمر تعدى مسألة إنقاذ روح حية تحمل معنى البراءة والطفولة.. إلى ارتفاع مستوى التعاطف والتراحم العالمي وهو أمر نادر الحدوث؟

وهذا لا شك شيء رائع وجميل ويدل على رقي وعلو مستوى الإنسانية في ذلك تطبيقا ومصداقا لقول الحق تعالى في إحياء النفس...

ولكن الغريب في هذا الأمر لماذا كل هذا التعاطف والاهتمام مع مشكلة ”ريان“ بالذات مع أنه في كل أسرة وفي كل مجتمع يوجد ريان آخر بيننا، وهناك طفل يأن وصغير يعاني وهو الأمر الذي يتألم فيه كثير من أطفال العالم من مشاكل عديدة لا تعد ولا تحصى..؟

والأرقام.. والإحصائيات تؤكد ذلك حيث أن منظمة اليونسيف للطفولة التي تأسست قبل «60» عاما وهي ترعى أطفال 150 دولة حول العالم وأصدرت قوانين حمايتهم حيث يعاني «160» مليون طفل في سن 5 - 14 سنة وهي نسبة 60% تقريبا وهناك «45» مليون مشهد جنسي لأطفال تعرضوا للهتك كما تم بيع 20 مليون طفل في سن مبكر مؤخرا غير الاختطاف وسرقة الأعضاء وذلك بسبب الحرب والفقر والتهجير والبطالة والاضطهاد..؟

ولكن يكفينا في مأساة ريان أنها وحدت العالم أجمع ووضعتهم في خندق واحد وهو كيف يمكن إنقاذ الطفولة بعيدا عن عروبته واسلاميته وبعيدا عن جنسيته وهي تعد من الحالات القليلة جدا التي يتعاطف فيها كل العالم مع المسلمين وقضاياهم.. عدا مصيبة محمد الدرة ومجازر صبر وشاتيلا وقانا..؟

وعلينا أن ندرك جيداً أن مشكلة ريان هي رسالة الطفولة لكل العالم أن مأساته موجودة بيننا وبشكل واضح وكثير من الأطفال يتألم ويحتاج إلى إنقاذه من معاناته ومن وضعه الصعب الذي يعيشه وذلك ما بين.. القسوة والعنف والإساءة والتهميش والإهمال والاستعباد والحرية والاستغلال..؟

وهي مشاكل عانى منها الأطفال عالميا خاصة في مجتمعاتنا العربية وعلى مدى عشرات السنين وإن قلت الآن.. إلا أن المشكلة لا زالت قائمة وإن مأساة ريان توجد في كل بقاع العالم.. وكم تعاني الطفولة من ويلات الحرب والإتجار والهجرة والإجبار على الزواج وترك التعليم؟

لذلك كثير ما يتردد صدى النداء بيننا وينادينا.. «انقذوني أنقذوني» فليس وحده ريان يعاني أنا أعاني كما يعاني..؟؟

والسلام خير ختام.