ليس من الرفق إطعامهم
نعم ليس من الإحسان ولا من الرفق إطعامهم بالطريقة العشوائية، ونثر المتبقي من الأطعمة على الطرقات والأرصفة، ولا حتى إلقاء الأسماك الصغيرة ومخلفات الملاحم والمحال التجارية من مطاعم والمطابخ، بل أصبح البعض يلقي ما تبقى من طعامه عليهم من نافذة السيارة، ويظن أنه بهذا الطريقة المشينة الخارجة عن الذوق العام والصحة العامة أنه يعطف عليهم ويحسن صنعا.
أن المخلفات الحيوية تعد مخلفات من نفايات المطاعم والمطابخ والبوفيهات، ومنها أيضا بقيا طعام المتنزهين سواء كان للوجهات البحرية أو البرية مع الأخذ بالاعتبار نفايات المنازل مصادر لتلوث البيئي ويساعد وانتشار الذباب وانبعاث الروائح الكريهة وتكون بيئة جاذبة للحيوانات السائبة والضالة التي قد تتحول إلى مصدر ذعر وهلع وخوف لقاطنين الإحياء من المواطنين والمقيمين. بل أن يعكر صحة ومزاج وصفوة البال لممارسين رياضة المشي على الرصيف البحري «الكورنيش» والمرتادين من العوائل والمتنزهين.
سنت وزارة البلدية والشؤون القروية والإسكان عدة مخالفات لتحد وتنظم كما في اللائحة الخاصة بالمخالفات بند «2» مخالفة النظافة العامة وكذلك قيام الأفراد برمي النفايات أثناء المشيء أو من خلال نوافذ المركبات.
ومن المؤسف حقاً ما يشاهد من البعض الهواة من المربين - هداهم الله - يصطحب حيوانه على الكورنيش أو في الأماكن العامة والتي هي متنفس للبشر وبكل أنانية، دون الحسبان بأن هناك من يعاني أو لديه خوف من الحيوانات «فوبية الحيوانات»، وأحيانا يستعرض مع حيوانه بقصد المرح واللعب ويصدر صاحبه صوت عالي للنداء عليه أو يجبر الحيوان على المسير عن طريق الصراخ عليه، دون اكتراث أو اهتماما بالجالسين والمتنزهين. علماً بأن ورد في الباب الثالث المادة من واجبات صاحب الحيوان الفقرة «5» يمنع استخدام الصراخ الشديد أو إثارة الضجيج القوي لإجبارها على السير، حسب قانون الرفق بالحيوان لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ولائحته التنفيذية.
ولو تحدثنا عن الإضرار بالإصحاح البيئي والمخاطر والتهديدات الصحية والضرر البالغ من تغوط «البراز» أو بول هذا الحيوانات أو الأمراض الجرثومية والفطرية التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان والتي تصنف من الأمراض المشتركة علمية لطال المقام إذا لم تخضع هذه الحيوانات للفحص الدوري البيطري.
من المخاطر الصحية التي يتعرض لها الحيوان من أكل هذه الأطعمة كثيرة وترد العيادات البيطرية الكثير والكثير من حالات الإنقاذ من قبل المتطوعين الرفق بالحيوان أثابهم الله، ومن ضمن هذه الحالات أن يكون القط ابتلع «دبوس أو سلك ربط أكياس أو رأس حقنه أنسولين» وهذا بسبب رمي الأطعمة للحيوانات دون الاهتمام بالتخلص منها قبل تقديمه لهم، وكذلك ما يرد من حالات التسمم الغذائي نظرا الأطعمة الفاسدة والمتعفنة لرميها فترة من الوقت أو تكون الفطريات والأوساخ على سقايات الماء ويتضرر منها الطيور وبدون ذنب، أما حوادث السير والدهس فحدث بلا حرج نظراً لتجمع الحيوانات حول هذه الأطعمة في الشوارع وداخل الأحياء وما يخلفه من الدماء وتلوث. وكذلك كم من مربي تخلص من حيوان كان يملكه «قط أو كلب» لسبب أو لآخر وأطلقه في الطرقات أو في البيئة الزراعية.
لا يحق للأفراد رمي اللوم الجهات المختصة بالنظافة وصحة البيئة طالما الفرد هو المسؤول الأول عن ذلك أو لجهله أو لقلة الوعي أو من حسن الظن، لأن تحفيز هذه الحيوانات المشردة وتقديم الأطعمة لها يساهم بنقلها من البيئة الطبيعة إلى بيئة الشوارع والأحياء السكنية وهذا يتولد استجابة لبيئة الجديدة وخلل في التوازن البيئي. خلقت هذه الحيوانات مسخرة للبحث عن طعامها ومشغولة بتحصيل قوتها الغذائي، وهنا ينتج سلوك غير متعارف لديها هو زيادة الشراسة كما في الكلاب أحيانا، إذا اعتاد على الطعام كل يوم في مكان معين، وإذا فقد ذلك الأمان الغذائي فإنه يهاجم أي شخص مار كان حامل في يده كيساً أو لا.
• وإذا كان هناك من يرغب أن يحسن ويرفق بهم عن طريق إطعامهم وكسب الآجر والثواب فالاقتراح هو مبادرة لجمعية تعنى بإطعام الحيوانات تحت مظلة رسمية تشرع إنشاء الجمعيات ذات العلاقة وتكون أعضاؤها من الهواة والمهتمين بذلك، وسن طرق علمية وصحية ووضع الخطط لإنجاح هذه المبادرة والاستفادة من بيوت الخبرة في ويتطلب إطعام الحيوانات في منطقة آمنة لا تعرض لخطر من ناحية بما لا يزعج الساكنين ويحافظ على الذوق العام وجودة الحياة.