رجب من مواسم الشفاء الذاتي
منح الله جسم الإنسان قدرة مذهلة على الشفاء الذاتي وهي عملية تتم بتحفيز الإنسان لنفسه وبالتفكير الإيجابي والتفاؤل، وتوقع الأفضل في قادم الأيام حتى كأنها سخرت لمآربه، وأدواتها بسيطة شمس مشرقة تدعوك لسير في آفاق الأرض والمشي في جنباتها، ورؤية البر والبحر. ويدين ممدودتين إلى الله بآمال مفتوحة على السماء وقدرتها الهائلة على التغيير، والمحاولة واغتنام الفرص.
بيتين كتبهما الشاعر إيليا أبو ماضي في قصيدته أيهذا الشاكي وما بك داء فاختصر بهما قيمة الأمل والتفاؤل، وتجربة الشفاء الذاتي ”كن جميلا ترى الوود جميلا“ ولشدة حبي لهما وما يحملان من معنى كتبتهما في قصاصات لاصقة وعلقتهما على جدران الغرفة كما علقت المعلقات السبع تعبيرا عن مكانة هذه القصائد وشعرائها.
ينتابني شعور بأن رجب من مواسم الشفاء الذاتي لما فيه من طاقة لتجديد النفس والجسد، وإقبال على الله وابتهاج بعطاياه واستبشار بجميل القادم من الأيام، فسمي الأصب وأفصحت الروايات عن معناه في عالم الآخرة ”نهر في الجنة“ وكان لأصحابه مكانه عند الله وجوائز تفوق ما تقدمه الشركات التجارية.
رجب من مواسم الشفاء لأنه ينطوي على أمل بالمغفرة وحسن الأوبة إلى الله، وابتهاجا بما وراءه من أيام القرقيعان وشهر رمضان فهو من أيام الله التي لا نقص في بركتها وخيرها. يأتي محملا بكل هداياه وأمنياته كموسم الرطب والليمون فيغدق وينير ويشبع ويصل، ويقيم جسورا مائلة في علاقاتها مع الله والنفس والبشر.
فأين الرجبيون؟