آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

امرأتان والشيطان ثالثهما

صالح مكي المرهون

المعروف أنه إذا خلا رجل بامرأة الشيطان يكون ثالثهما، وهذه رواية، فالشيطان يكون حاضرا عند هذه الخلوة.

إلا أن المسألة ليست منحصرة في خلوة الرجل بالمرأة، بل حتى المرأة بالمرأة في حالات. فكثير من مشاكل الجنس والشبق الجنسي عند النساء يأتي من نفس النساء فإذا خلت امرأة بأخرى وحدثتها عن علاقتها الجنسية مع زوجها أو مع أجنبي والعياذ بالله، وأصغت الأخرى لها فإن التأثير وارد حتما.

وقد تتعمد بعض النساء الخبيثات الكلام في هذا المجال لغيرها لغرض ما، قد يكون مجرد اللذة أو جلبهن إلى الرذيلة أو إظهار أنها ذات شأن شيطاني أو غيرها من الغايات، ولهذا فإن البعد عن أحاديث الجنس حتى من النساء المتزوجات المحسوبات على العفة أمر مطلوب، سواء للمرأة المتزوجة أو لغيرها.

والخلوة بين امرأتين يجب أن يكون لها أيضا ضوابط، وإلا عدت خلوة شيطانية فليس كل اجتماع لمرأة مع أخرى أمر مستحسن، فضلا عن مبيتها خارج بيتها، فالصداقة لها وقت، ولها حدود، وحدودها تنتهي عندما تبدأ بالتحول إلى وسيلة للشيطان.

سيطرة الجنس على التفكير:

من الطبيعي في أجواء عصرنا المحمومة والمحفوفة بالمغريات الجنسية أن يبتلي بعض الشباب من الجنسين بسيطرة الجنس على تفكيره، وهنا يتحول الشبق الجنسي إلى سيطرة على التفكير، ولن نتعرض لأسباب هذه الحالة، بل نكتفي بالقول: إن من أسبابها هو عدم الإيمان الفاعل الذي يكبح تصرفات الإنسان عن السلوك في مواطن النظر أو السماع، والذي ينتج عنه هذه الحالة، بالإضافة إلى عوامل جسدية ونفسية أخرى.

أما سبيل الخلاص من هذا الابتلاء فلن يكون فاعلا إذا لم يكن الشخص راغباً ومريداً فعلاً الخلاص، أي التخلص من هذه المشكلة.

الأساس فيه هو العزم والإرادة وما لم يحضر العزم فلا فائدة من النصيحة أو أي وسيلة أخرى، لأن هناك أمرا مهما وهو أن الإنسان يعرف أضرار هذه الأمور ولكن لكونها لذيذة للنفس، فإن عزيمتة بالتخلص تكون ضعيفة، أما إذا حضر العزم فهذه الخطوات تساعده:

أولا: أن يشعر نفسه بالتحدي وعدم استسلام لهذه الرغبة أو لهذا الابتلاء العظيم، فإن استسلامه هذا يضعف من مقاومته للتفكير وبالتالي يعرض نفسه لتداعيات سلبية أعظم.

ثانيا: عليه أن بشغل عقله أكثر في أمور الدين والدنيا، أي ممارسة أعمال فكرية حتى لو كانت غير ذات عائد أخروي، فإنها في سبيل الخلاص من هذه المشكلة ستصنف ضمن الأعمال الأخروية، وعليه أن ينظر إلى نفسه في مجال من مجالات الفكر يميل إليه فيشتعل به، وانشغاله يمثل هذه الأمور هو انصراف عن سواه ومنها التفكير الجنسي.

ثالثا: يواظب لفترة على الصلاة أربع ركعات اثنان منها عندما يستيقظ من النوم، إذا نام بعد صلاة الفجر، أما إذا بقي مستيقظا فبعد الفريضة، أما الاثنان الأخريان فيصليهما قبل أن ينام مباشرة، ويدعو في كلتيهما في القنوت، ويدعو الله لكي يصرف عنه الزيادة في التفكير في هذه الأمور.