التغيير القهري «المفاجئ»
يتحدث ويكتب العديد من المهتمين بمجال تطوير الذات عن إدارة التغيير ومفاهيمه وأنواعه، فأكثر الأمور أهمية في حياة الفرد هو التغيير المستمر الذي يساهم في تغيير أدوارهم في الحياة، التغيير الواعي الهادف من أجل التحسين والتطوير والتقدم في جميع مجالات وأنشطة الحياة.
إلا أن هناك ما يعرف بالتغيير القهري والذي عادة ما يحدث دون إرادة مباشرة من الفرد نفسه ويكون مفاجأ مما يسبب للبعض نوعا من الإحباط والضعف في كيفية معالجته ويترك أثرا سلبيا في القدرة على التعامل معه بالطريقة المناسبة.
والسؤال هنا، هل هناك سبب محدد للتغيير المفاجئ أم هو نتيجة حتمية لأحداث تراكمية سابقة؟ إنّ الإجابة عن هذا السؤال بحاجة للاستعانة ببعض فروع علم النفس لدراسة الأسباب المؤدية للتغيير المفاجئ في شخصية الفرد وسلوكه ومدى استعداده للتعامل مع مثل هذه المواقف! والظروف! إلاّ أنّ الأمر المتفق عليه في التغيير القهري بأنه لا يستثني أحدا من الناس ولا يمكن الهرب منه.
ولنأخذ مثالا لذلك، شخص يفقد وظيفته فيؤثر ذلك على وضعه الاقتصادي وكنتيجة لذلك ستتأثر أوضاعه الأسرية وعلاقاته الاجتماعية وسينعكس ذلك سلبا على وضعه النفسي.
وهنا تأتي أهمية كيفية التعامل مع هذا التغيير المفاجئ!
فأما القبول به كواقع يتطلب منا البحث عن الخيارات البديلة والخروج من الأزمة حتى إيجاد الحل المناسب في أجواء هادئة من التفكير وبعيدة عن الانفعالات والتذمر ووضع المسؤولية على عواتق الآخرين! أو البقاء في دائرة الحدث نندب فيها أحوالنا ونشكو فيها ما حل بنا حتى نصاب بالإحباط والاكتئاب المزمن.
إنّ واحدة من الأساليب لتخفيف آثار التغيير القهري هو معرفة أننا لسنا وحدنا عرضة لهذا التغيير وأنّ لكل حدث نهاية مهما كبر أو تعاظم! وو أنّ لكل مشكلة حل.
إنّ التغيير سنة من سنن الحياة في كل زمان ومكان والظروف القاسية تمر علينا جميعا وتختلف نسبة تأثيرها من شخص لآخر.
إنّ الجانب الأهم في الموضوع هو أن تكون هذه المعاناة والصعوبات التي واجهناها درسا نستفيد منه في حياتنا لنستطيع التكيف مع هذه التحديات بطريقة مناسبة.
إنّ القبول بالواقع الجديد بصدر رحب والقناعة بأن هذا التغيير في حياتنا هو بداية انطلاقة جديدة نحو الأفضل لنستطيع التعايش مع من حولنا هو الثمرة التي ينبغي أن نقطفها من التغيير القهري. إنّ الأعاصير عندما تجتاح يجب أن نحني رؤوسنا لها قليلا كيما تمر بأقل الخسائر وإن تركت أثرا فينبغي أن لا يكون هذا الأثر خادشا في دواخلنا ومغيرا لسلوكنا وتصرفاتنا بشكل سلبي.
إن حجم المكاسب التي سنحصل عليها من التغيير القهري رهينة بأسلوب وطريقة تعاملنا مع الحدث فالعزم والإرادة والإصرار على التخطي لهذا التغيير ستجعلنا قادرين على العيش رغم الإحباطات والقيود والعراقيل من حولك.
إنّ الجبال الراسيات لا تؤثر فيها المعاول وستبقى رغم كل عوامل الطبيعة القاسية شامخة وقوية.