نفوس سماوية في شهر رجب
أعماق تشرق بأحاسيس الولاء للأطهار:
تنطبع بحب الله الأرواح الممتلئة بعشق العبودية لله تعالى.
ببركات التوسل بأهل بيت العصمة والطهارة تقبل أعمالنا وعباداتنا وتستجاب أدعيتنا وتوجهنا إلى أهل الفيض 
.
﴿وابتغوا إليه الوسيلة﴾
هنيئا للرجبيين؛ نفوس ناطقة بالتوحيد يتجلى فيها دين الحنيفية بعمق العلاقة بالنفوس المولودة في شهر رجب المرجب صلوات الله وسلامه عليهم فنعقل ببركات الهادين أسرار عالم الملكوت.
شهر اللطائف وشهر الرقائق تنبعث في القلوب حركة الحب الحقيقي لله تعالى.
نستمد من تعاليم المعصومين وصية التقوى وفعل الخير وسجية الإحسان اقتداء بمراتبهم ومقاماتهم عند الله تعالى.
«وأمركم رشد ووصيتكم التقوى...»
كما نعلم لب وجوهر الدين؛ إياك نعبدوا وإياك نستعين.
حيث يشهد أهل العبادة في شهر رجب عالم الإنسان عالم الملائكة بالكشف والذوق وأسلوب الحكمة المتعالية.
تنتقش نفس الموالي بالنفس السماوية من خلال منهاج الأدعية والزيارات فتعطي الروح قابلية للتوفيق لزيادة الهداية وثباتها.
«اهدنا الصراط المستقيم».
شهر رجب وشعبان وشهر رمضان تتطلع النفوس استعدادا واستبصارا بأمور الغيب نظرا وكشفا وذوقا.
الحمد لله الذي أشهدنا مشهد أوليائه في رجب وأوجب علينا من حقهم ماوجب...
زيادة الاستبصار مطلب العارفين اللذين انجذبت واتصلت أنفسهم بالاخرة وغفلت عن عالم الغفلة وعالم الشواغل.
مكان هذه النفس مع ما تحبه يحطيها فكر ولائي يتجسد بقلب متعلق بعالم العرش.
شهر التوجه والانقطاع إلى الله تعالى حيث يتوجه العبد بنفسه كلها بالعقل الفعال والمبادئ العليا.
شهر مناجاة يخلص العبد أهدافه لله تعالى، كما يهب قلبه وحياته بعمق العرفان وهيبة الايمان وتجليات الاسم الأعظم.
﴿يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد﴾
نختم بهذا الحديث القيم
«يا أحم، هل تدري متى يكون لي العبدُ عابدًا؟
قال: لا ياربّ
قال إذا اجتمع فيه سبع خصالٍ: ورَعٌ يحجزه عن المحارم وصمت يكفُّه عما لا يعنيه وخوفٌ يزداد كلّ يوم من بُكائهِ وحياءٌ يستحي مني في الخلاء وأكل ما لا بدّ منه ويبغض الدنيا لبغضي لها ويحبّ الأخيار لحبي لهم».
آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي حفظه الله.
من كتاب السير على درب الحبيب.
