هل تستمع للآخرين باهتمام؟
الاستماع للآخرين باهتمام من أهم طرق إظهار الاحترام والأدب لهم، ورسالة غير مكتوبة تعني ”ما تقوله شي مهم وثمين“ ولكن ثمة من عباد الله من لا يحب الاستماع، و”يجهز الدواء قبل الفلعة.“ مستعجل لأن ”الكلام اللي في بطنه يطبخ ويغلي ويخاف ينسى، وتبرد أعصابه وتروح حرته بلاش“.
الاستماع الجيد لا يعني فقط النظر للمتحدث ومواجهته بالجسم والإقبال عليه وانت سارح ”البال“ أو مشغول بالجوال وتقلب في الصور والدردشات كما يحدث في المجالس الحسينية ومجالس القران. ونطبق المثل ”عمك أصمخ“ و”أذن من طين وأذن من عجين“
يعبر الهنود عن الاستماع باهتمام وتفاعل مع المتحدث بطريقة عفوية ”هز رؤوسهم“ وذات إيقاع متناغم مع كلام المتحدث ومشاعره. بالطبع أنا لا أطلب منكم ”هز رؤوسكم ولا أجسادكم“ وإنما أن تظهروا اهتمامكم للمتحدث بالطريقة التي تجيدونها وان يشعر بحضوركم وتفاعلكم لما يقول.
ندرك أن الإنسان بطبعه يحب التعبير عن آرائه ومشاعره، ويحب أن يستمع له الآخرين باهتمام وتفاعل، لذا من الجميل أن يكون مستمعا جيدا إن أراد أن يصغي له الآخرين ويستمعوا لما يقول. أنت لست المثقف والعالم والكاتب الوحيد في عالم اللوح والقلم، فتمهل حتى لا يتحول العلم والثقافة والفهم إلى رين يصد عن الإصغاء.
فالاستماع الجيد مهارة وهو من أدوات التنبيه وإيقاظ الغافلين النائمين، وربما وجدت فيه ما تبحث عنه من حكمة وموعظة، وتنبيه لخطا ما. فكن من عباد الله ﴿آلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ آلْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُۥٓ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ آلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ آللَّهُ ۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمْ أُوْلُواْ آلْأَلْبَٰبِ﴾.
قال أمير المؤمنين علي : إذا لم تكن عالما ناطقا فكن مستمعا واعيا. وعنه : عوِّد أذنك حسن الاستماع، ولا تصغ إلى ما لا يزيد في صلاحك. وعنه : من أحسن الاستماع تعجل الانتفاع.